responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التوحيد المؤلف : عبده، محمد    الجزء : 1  صفحة : 89
فى الْعَمَل فأباح للْمُسلمِ أَن يتَزَوَّج من أهل الْكتاب وسوغ مؤاكلتهم وَأوصى أَن تكون مجادلتهم بالتى هِيَ أحسن وَمن الْمَعْلُوم أَن المحاسنة هى رَسُول الْمحبَّة وَعقد الألفة والمصاهرة إِنَّمَا تكون بعد التحاب بَين أهل الزَّوْجَيْنِ والإرتباط بَينهمَا بروابط الائتلاف وَأَقل مَا فِيهَا محبَّة الرجل لزوجيه وهى على غير دينه قَالَ تَعَالَى {وَمن آيَاته أَن خلق لكم من أَنفسكُم أَزْوَاجًا لتسكنوا إِلَيْهَا وَجعل بَيْنكُم مَوَدَّة وَرَحْمَة} ثمَّ أَخذ الْعَهْد على الْمُسلمين أَن يدافعوا عَمَّن يدْخل فى ذمتهم من غَيرهم كَمَا يدافعون عَن أنفسهم وَنَصّ على أَن لَهُم مَا لنا وَعَلَيْهِم مَا علينا وَلم يفْرض عَلَيْهِم جَزَاء ذَلِك إِلَّا زهيدا يقدمونه من مَالهم وَنهى بعد ذَلِك عَن كل إِكْرَاه فى الدّين وَطيب قُلُوب الْمُؤمنِينَ فى قَوْله {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا عَلَيْكُم أَنفسكُم لَا يضركم من ضل إِذا اهْتَدَيْتُمْ} فَعَلَيْهِم الدعْوَة إِلَى الْخَيْر بالتى هى أحسن وَلَيْسَ لَهُم وَلَا عَلَيْهِم أَن يستعملوا أى ضرب من ضروب الْقُوَّة فى الْحمل على الْإِسْلَام فَإِن نوره جدير أَن يخترق الْقُلُوب وَلَيْسَت الْآيَة فى الْأَمر بِالْمَعْرُوفِ بَين الْمُسلمين فَإِنَّهُ لَا اهتداء إِلَّا بعد الْقيام بِهِ وَلَو أُرِيد ذَلِك لَكَانَ التَّعْبِير على كل وَاحِد مِنْكُم بِنَفسِهِ لَا عَلَيْكُم أَنفسكُم كَمَا هُوَ ظَاهر لكل عربى كل ذَلِك ليرشد إِلَى أَن الله لم يشرع لَهُم الدّين ليتفرقوا فِيهِ وَلَكِن ليهديهم إِلَى الْخَيْر فى جَمِيع نواحيه
رفع الْإِسْلَام كل امتياز بَين الْأَجْنَاس البشرية وَقرر لكل فطْرَة شرف النِّسْبَة إِلَى الله فى الْخلقَة وَشرف اندراجها فى النَّوْع الإنسانى فى الْجِنْس والفصل والخاصة وَشرف استعدادها بذلك لبلوغ أَعلَى دَرَجَات الْكَمَال الذى أعده الله لنوعها على خلاف مَا زَعمه المنتحلون من الِاخْتِصَاص بمزايا حرم مِنْهَا غَيرهم وتسجيل الخسة على أَصْنَاف زَعَمُوا أَنَّهَا لن تبلغ من الشَّأْن أَن تلْحق غبارهم فأماتوا بذلك الْأَرْوَاح فى مُعظم الْأُمَم وصيروا أَكثر الشعوب هياكل وأشباحا
هَذِه عبادات الْإِسْلَام على مَا فى الْكتاب وصحيح السّنة تتفق على مَا يَلِيق بِجلَال الله وسمو وجوده عَن الْأَشْبَاه وتلتثم مَعَ الْمَعْرُوف عِنْد الْعُقُول السليمة فَالصَّلَاة رُكُوع وَسُجُود وحركة وَسُكُون وَدُعَاء وتضرع وتسبيح وتعظيم وَكلهَا

اسم الکتاب : التوحيد المؤلف : عبده، محمد    الجزء : 1  صفحة : 89
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست