responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التوحيد المؤلف : عبده، محمد    الجزء : 1  صفحة : 14
ذَلِك فنزغات شياطين وشهوات سلاطين وَالْقُرْآن شَاهد على كل بِعَمَلِهِ قَاض عَلَيْهِ فِي صَوَابه وخطله
الْغَايَة من هَذَا الْعلم الْقيام بغرض مجمع عَلَيْهِ وَهُوَ معرفَة الله تَعَالَى بصفاته الْوَاجِب ثُبُوتهَا لَهُ مَعَ تنزيهه عَمَّا يَسْتَحِيل اتصافه بِهِ والتصديق برسله على وَجه الْيَقِين الذى تطمئِن بِهِ النَّفس اعْتِمَادًا على الدَّلِيل لَا استرسالا مَعَ التَّقْلِيد حَسْبَمَا أرشدنا إِلَيْهِ الْكتاب فقد أَمر بِالنّظرِ وَاسْتِعْمَال الْعقل فِيمَا بَين أَيْدِينَا من ظواهر الْكَوْن وَمَا يُمكن النّفُوذ إِلَيْهِ من دقائقه تحصيلا لليقين بِمَا هدَانَا إِلَيْهِ ونهانا عَن التَّقْلِيد بِمَا حكى عَن أَحْوَال الْأُمَم فِي الْأَخْذ بِمَا عَلَيْهِ آباؤهم وتبشيع مَا كَانُوا عَلَيْهِ من ذَلِك واستتباعه لهدم معتقداتهم وإمحاء وجودهم الملى وَحقّ مَا قَالَ فَإِن التَّقْلِيد كَمَا يكون فِي الْحق يأتى فِي الْبَاطِل وكما يكون فِي النافع يحصل فِي الضار فَهُوَ مضلة يعْذر فِيهَا الْحَيَوَان وَلَا تجمل بِحَال الْإِنْسَان
أَقسَام الْمَعْلُوم

يقسمون الْمَعْلُوم إِلَى ثَلَاثَة أَقسَام مُمكن لذاته وواجب لذاته ومستحيل لذاته ويعرفون المستحيل بِمَا عَدمه لذاته من حَيْثُ هِيَ أما الْوَاجِب فَهُوَ مَا كَانَ يُوجد لموجد ويعدم لعدم سَبَب وجوده وَقد يعرض لَهُ الْوُجُوب والاستحالة لغيره وَإِطْلَاق الْمَعْلُوم على المستحيل ضرب من الْمجَاز فَإِن الْمَعْلُوم حَقِيقَة لَا بُد أَن يكون لَهُ كَون فِي الْوَاقِع ينطبق عَلَيْهِ الْعلم والمستحيل لَيْسَ من هَذَا الْقَبِيل كَمَا ترَاهُ فِي أَحْكَامه وَإِنَّمَا المُرَاد مَا يُمكن الحكم عَلَيْهِ وَإِن كَانَ فِي صُورَة يخترعها لَهُ الْعقل ليتوصل بهَا إِلَى الْحِكَايَة عَنهُ
حكم المستحيل

وَحكم المستحيل لذاته أَن لَا يطْرَأ عَلَيْهِ وجود فَإِن الْعَدَم من لَوَازِم ماهيته من حَيْثُ هى فَلَو طَرَأَ الْوُجُود عَلَيْهِ لسلب لَازم الْمَاهِيّة من حَيْثُ هِيَ

اسم الکتاب : التوحيد المؤلف : عبده، محمد    الجزء : 1  صفحة : 14
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست