responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التوحيد المؤلف : المَاتُرِيدي، أبو منصور    الجزء : 1  صفحة : 202
وَهُوَ شَرّ وَلَوْلَا ذَلِك لم ينْه عَن الذّبْح إِذْ هُوَ ذَلِك ثمَّ هُوَ لَا يَخْلُو من أَن يحل بجوهر النُّور فقد عمل الشَّرّ أَو بجوهر الظلمَة فالنهى وَالْإِنْكَار مِمَّا لَا معنى لَهُ لِأَنَّهُ يُنكر على من لَا يحْتَمل طبعه الْقبُول فِي ذَلِك كمن يَأْمر من لَيْسَ لَهُ مَا يطير بِهِ بالطيران أَو أَن يكون الْأَلَم يحل بجوهر الظلمَة وَذَلِكَ هُوَ الْحق عِنْدهم ثمَّ إِمَّا أَن دخل عَلَيْهِ ذَلِك بجوهر النُّور فَهُوَ يصنع مَا يذم عَلَيْهِ أَو بجوهر الظلمَة فقد أحسن حَيْثُ آلم الظلمَة إِذْ ذَلِك عدل وَالله الْمُوفق وَأَيْضًا إِن فِي الذّبْح إِخْرَاج الرّوح الصافي من الظلمَة الكدرة وَذَلِكَ الْحق وَهُوَ عَاقِبَة كل شَيْء
إِثْبَات نبوة الْأَنْبِيَاء

وبخاصة رِسَالَة مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم

ثمَّ القَوْل فِي نبوة الْأَنْبِيَاء وبخاصة فِي رِسَالَة مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثَبت بالجوهر ثمَّ بأيات حسية وعقلية ثمَّ بموافقة ظُهُور الْأَحْوَال الَّتِي هِيَ أَحْوَال الْحَاجة إِلَيْهِ فَأَما أَمر الْجَوْهَر فقد بَينا إبتداءه مَعَ مَا ذكر فِيهِ أَنه نظر إِلَى وَجهه وَإِلَى الْبَدْر فَكَانَ هُوَ أحسن مِنْهُ وَأَنه كَانَ أطيب ريحًا من الْمسك وألين من الْحَرِير وَكَانَ يُؤْخَذ بعرقه فينقع بِهِ فِي الطّيب وَقد وصفت خلقته بِمَا لَا يعرف أحد يُوصف بِمثلِهِ حسنا وجمالا وَجل الْعين ترَاهَا تهيج فِي الْحيرَة بِذِي آفَات فِي الْخلقَة فَدلَّ بَرَاءَته عَن كل الْآفَات وزينه بِكُل زين على استجابة أَعلَى الدَّرَجَات فِي الْخلق وَأفضل الأقدار وَيدل على ذَلِك أَنه لم يُؤْخَذ عَلَيْهِ كذب قطّ وَلَا عرفت مِنْهُ هفوة وَلَا مِنْهُ عَن أعدائه فرار وَلَا فِي أخلاقه سوء بل كَانَ على مَا وصف لَا يُدَارِي وَلَا يُمَارِي وَلَا يعرف فحش وَلَا ينتصر لنَفسِهِ وَكَانَ فِي الإشفاق بِالْمحل الَّذِي عوتب عَلَيْهِ بقوله {فَلَا تذْهب نَفسك عَلَيْهِم حسرات}

اسم الکتاب : التوحيد المؤلف : المَاتُرِيدي، أبو منصور    الجزء : 1  صفحة : 202
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست