responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التوحيد المؤلف : المَاتُرِيدي، أبو منصور    الجزء : 1  صفحة : 197
وَطعن أَيْضا بإجماعات الْيَهُود وَالنَّصَارَى قَالَ ابْن الروندي إِمَّا أَن يُنكر الْخَبَر الْبَتَّةَ فَيبْطل مذْهبه فِي تَقْلِيد الماني وَقَوله هَذَا أَو يُجِيز خَبرا لَا بُد إِذْ ذَاك من الرُّجُوع إِلَى إِجْمَاع أهل الْحق فِي الْأُصُول الْعَقْلِيَّة فَيقبل أخبارهم وإجماعاتهم إِذْ هم المتمسكون بِهِ وَنحن أُولَئِكَ بِحَمْد الله
قَالَ الشَّيْخ رَحمَه الله وَالْأَصْل فِي هَذَا أَن الْأَخْبَار الَّتِي لزم فِي الْعُقُول قبُولهَا لما فِي ذَلِك بطلَان حِكْمَة السّمع وَاللِّسَان وَفِيه زَوَال عُلُوم المعاش والمعاد وَانْقِطَاع الْأُصُول إِلَى الأغذية والأدوية الَّتِي بهَا حَيَاة الْأَبدَان ثمَّ كَانَت الْأَخْبَار تتفاقم فِي الإنتشار على قدر الْأُمُور الَّتِي عَنْهَا الْأَخْبَار فِي الْعظم نَحْو ملك لَو قتل لانتشر أمره بِالضَّرُورَةِ حَتَّى لَو أحب النَّاس كتمان مثله لما قدرُوا عَلَيْهِ وَكَذَلِكَ الْخَارِجَة من المعارف الْمُعْتَادَة وَفِيمَا يقل خطره أَو يجرى على الْمُعْتَاد لَا يظْهر ظُهُوره بل لَعَلَّه لَا يذكر مَعْرُوف ذَلِك فِي الْخلقَة وعَلى ذَلِك انتشرت أَخْبَار الْفتُوح وقهر الْمُلُوك فعلى مثل هَذَا أَمر الرُّسُل لأَنهم جَاءُوا بالأمور الْعِظَام الْخَارِجَة عَن الْأَمر الْمُعْتَاد عِنْدهم فَيظْهر أخبارهم فتنتشر حَتَّى تبلغ أقاصي الدُّنْيَا وأدانيها إِذْ هِيَ على وَجه لَا يملك السامعون كتمانها على مَا ذكرت من تغاضي الْخلقَة فِي نشر مثله مَعَ مَا قد ينتشر مثل مَا ذكرت مِمَّا لَا مَنْفَعَة فِيهِ فَالَّذِي يعم الْخلق جَمِيعًا مَعْنَاهُ أَحَق فِي ذَلِك وَفِي كل أَمر منتشر عَن أحد يعود الْخَبَر إِن كَانَ على حق أَو جور فَيعلم مَا افتعل مِنْهُ فيغير وَمَا صدق فِيهِ فَيقر وَفِي ذَلِك لُزُوم انتشار أَخْبَار الرُّسُل فِي حياتهم وَظُهُور المفتعل من ذَلِك فيمحى أَثَره بالنهى والتغيير فَيبقى الْحق الصدْق مِنْهُ دَلِيل ذَلِك أَمر رَسُول الله حَتَّى لَا تَأتي نَاحيَة نائية وَلَا مَكَانا بَعيدا إِلَّا وجدت أَثَره فِيهِ ظَاهرا وبخاصة فِي عصره إِذْ كَانَ ينساب إِلَيْهِ من الْآفَاق وَيظْهر شَأْنه فِي الْبِلَاد فَإِذا كَانَ كَذَلِك لأوجه لقَوْله أخباره أَخْبَار الْآحَاد وَلَا لما ذكر من الْوُجُوه بل الْخَبَر الْوَاحِد فِي الْأَمر المهم أَو الْخَارِج عَن الْأَمر الْمُعْتَاد ينتشر إنتشارا أظهر فَكيف فِيمَا فِيهِ دُعَاء أهل الْأَدْيَان وإرسال الْكتب إِلَى الْأُفق ومجيء الْوُفُود من كل النواحي وإمتحان

اسم الکتاب : التوحيد المؤلف : المَاتُرِيدي، أبو منصور    الجزء : 1  صفحة : 197
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست