responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التوحيد المؤلف : المَاتُرِيدي، أبو منصور    الجزء : 1  صفحة : 189
شريفا ويجعلهم أُمَنَاء على الْعُيُوب والأسرار وَهَذَا مِمَّا يمِيل إِلَى قبُوله الطبيعة ويستحسن جَمِيع أُمُورهم الْعقل فَيكون الرَّاد عَلَيْهِ يرد بعد الْمعرفَة رد تعنت لَهُ إِمَّا لإلف وَعَادَة على خلاف ذَلِك أَو لشرف ونباهة فِي العاجل أَو لمطامع ومنال وَإِلَّا فَمَا من قلب إِلَّا ويميل إِلَى من دون هَذَا رتبته وَمحله وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه
وَالثَّانِي مَجِيء الْآيَات الْخَارِجَة عَن طبائع أهل الْبَصَر فِي ذَلِك النَّوْع الممتنعة عَن أَن يطْمع فِي مثلهَا أَو يبلغ بكنهها التَّعَلُّم مَعَ مَا لَو احْتمل أَن يبلغ أحد ذَلِك بالتعلم والإجتهاد فَإِن الرُّسُل بِمَا نشأوا لَا فِي ذَلِك وربوا لَا بِهِ يظْهر أَنهم استفادوه بِاللَّه أكْرمهم بذلك لما يجعلهم أُمَنَاء على وحيه وَلَهُم أَيْضا مَعَاني فاقوا بهَا السَّحَرَة على أَن علم السحر أَصله من السَّمَاء لَكِن النَّاس نسوا أَصله وتوارثوه بالتعلم وَكَذَلِكَ المكاسب والحرف والصناعات كلهَا فَمن أكْرم لَا بِالْوَجْهِ الَّذِي هُوَ طَرِيقه فِي المعارف علم أَن ذَلِك تَخْصِيص لأمر عَظِيم مَعَ مَا كَانَ مَعَهم معَان يعلم بهَا أَنهم مبعوثون أَحدهَا أَنَّهَا تخرج حَقِيقَة تبقى بِبَقَاء الْخلقَة وَالسحر هُوَ شَيْء يَأْخُذ الْبَصَر ثمَّ يضمحل وَالثَّانِي أَن آيَة الرُّسُل تمنع أَن يدعيها من لَيْسَ برَسُول فيتبقى مَعَه إِن كَانَت فِي جِهَة سحرًا وَمَا كَانَ وَالثَّالِث أَن أُولَئِكَ الَّذين تكلفوا اسْتِخْرَاج الْعَجَائِب بالتعلم فهم قد مالوا إِلَى لَو كَانَ حَقًا لَكَانَ بِهِ غنى عَن عرض الدُّنْيَا فَكَانَ مَعَهم دَلِيل الْكَذِب وَالرَّابِع إِن الرُّسُل حملُوا مَا فِي الْأَنْفس إِنْكَاره ذَلِك من كفها عَن الملاذ والشهوات وحفظها عَن الَّذين بهم عز الدُّنْيَا وشرفها وَدُعَاء أَمْثَالهَا إِلَى ترك ذَلِك لله وَالْخَامِس مخاطرتهم بالأنفس وبذلها فِي وَقت ضعفهم وَقلة أنصارهم من الْخلق والتعرض للجبارين

اسم الکتاب : التوحيد المؤلف : المَاتُرِيدي، أبو منصور    الجزء : 1  صفحة : 189
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست