responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التوحيد المؤلف : المَاتُرِيدي، أبو منصور    الجزء : 1  صفحة : 180
يصلح للإغتذاء على اخْتِلَاف مَا جعل لصلاح ذَلِك ثمَّ جعل فِي الطَّعَام أَنْوَاع الْأَذَى مِمَّا يدْفع إِلَيْهِ المنتفع إِذا لم يحفظ حَده لِأَنَّهُ مِمَّن يعلم حد ذَلِك ثمَّ دواه إِن ضره بِالْقدرِ الَّذِي بِهِ يدْفع ضَرَره ثمَّ عُلُوم الطِّبّ مَعَ تفَاوت الطبائع وإستعمال السمُوم القاتلة ليعرفوا قدر النافع مِمَّا يقوم مَعَه الْبدن ثمَّ فِي أَنْوَاع الْحَرْف الَّتِي بهَا قوام سترهم وكنهم والوقاية لَهُم من الْحر وَالْبرد ثمَّ فِيهَا خلقت لَهُم من الدَّوَابّ الصعبة مِمَّا لَيْسَ يعلم المتأهل فِيهَا أَنَّهَا لأي مَنْفَعَة خلقت وَلَا أَنَّهَا لمنافعه خلقت أَو لَا وَلَا كَيفَ يروضها إِذْ طبع كل مِنْهَا النفار عَمَّا هِيَ لَهُ حَتَّى تنقاد وتخضع ثمَّ فِي أَنْوَاع التِّجَارَات الَّتِي لَا يقوم لَهُم دين وَلَا دنيا إِلَّا بهَا ثمَّ مَا فرق حوائجهم فِي الْبلدَانِ الَّذِي لَيْسَ فِي طبعهم وَلَا فِي عُقُولهمْ مَا يدلهم أَو يبين لَهُم فِي كل حَاجَة أَنَّهَا أَيْن تطلب ثمَّ فِي معرفَة طرقها إِذْ لَيْسَ فِي الْعقل مَا يدل على مَكَانهَا وَلَا على طرقها ثمَّ فِي تعرف الألسن الَّتِي بهَا قَامَ النَّفس للمعاش وَفهم الْمعَاد ثمَّ نتعرف الْأَسْمَاء الَّتِي لَوْلَا هِيَ مافهمت حَاجَة وَلَا أمكن أحدا معرفَة موضعهَا ثمَّ فِي وُجُوه أَسبَاب التناسل وَفِي معرفَة تربية الصغار ثمَّ فِي الْعلم بتدبير أغذية مَا لَيْسَ يتَطَرَّق ثمَّ بِظُهُور بِعلم الْخلق بَعضهم من بعض جَمِيع مَا ذكرت من الألسن والأسماء والحرف والطب والصناعات كلهَا وطرق الْبلدَانِ ورياضة الدَّوَابّ وَكَيْفِيَّة إستعمالها وَجَمِيع مَا ذكرت هُوَ الدَّلِيل الْبَين أَن أُصُولهَا تَعْلِيم وَإِشَارَة لَا إستخراج الْعُقُول وَالله الْمُوفق
فَهَذَا مَعَ الْأَمر الْمَعْرُوف الْمَوْجُود من فزع بعض إِلَى بعض عِنْد النوائب وَمَا يحزنهم من الْأُمُور المهمة للإستعانة برأيهم والصدور عَن مشورتهم بِمَا عِنْدهم فضل فِي الْعَالم ثمَّ تَعْلِيم فنون الْآدَاب ثمَّ قيام كل بِمَا يَسْتَفِيد أَنْوَاع الْعلم من درس الْكتب والإستماع إِلَى الْحُكَمَاء فَدلَّ ذَلِك أَنهم لم يرَوا بعقولهم كِفَايَة عَن الإستعانة وآداء حاجاتهم جَمِيعًا لزم فِي الْعقل الْفَزع إِلَى نَاصح صَدُوق وَذَلِكَ

اسم الکتاب : التوحيد المؤلف : المَاتُرِيدي، أبو منصور    الجزء : 1  صفحة : 180
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست