اسم الکتاب : التمسك بالسنن والتحذير من البدع المؤلف : الذهبي، شمس الدين الجزء : 1 صفحة : 107
ولهذا عَظَّمَ العلماء من قدر الشافعي، وأحمد[1]، والجنيد[2]، وأمثالهم أكثر من غيرهم؛ لأنهم سَنُّوا في الإسلام سنَّةً حسنة، وأماتوا بدعاً سيِّئَة.
قال عليه السلام: "إنَّ الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدّد لها دينها" [3].
فمن لم يُفرِّق بين ما ابتدعه الجعد[4]، وغيلان[5]، والجهم[6]، وبين [1] هو الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (164-241هـ) راجع: ابن أبي يعلى: طبقات الحنابلة1/4، وابن الجوزي: مناقب الإمام أحمد. [2] هو: أبو القاسم الجنيد بن محمد الخزاز النهاوندي، (220-298هـ) كان شيخ الصوفية في وقته، وكان يقول: "علمنا مضبوط بالكتاب والسنة، من لم يحفظ الكتاب ويكتب الحديث، ولم يتفقه لا يقتدى به". وهذا منهج ابتعد عنه متأخروا الصوفية فلحقهم الذم بسبب ذلك وغيره. انظر ترجمته لدى أبي نعيم: الحلية10/255، والخطيب البغدادي: تاريخ بغداد 7/241، وابن أبي يعلى: طبقات الحنابلة1/127، والذهبي: السير14/66. [3] د: كتاب الملاحم، باب: ما يذكر في قرن المائة: 4/480ح4291.
الحاكم: المستدرك4/522، وسكت عليه الحاكم والذهبي، وذكر المناوي أن الحاكم صححه ولعله سقط من النسخة المطبوعة للمستدرك، قال الشيخ الألباني: "والسند صحيح ورجاله ثقات، رجال مسلم".
الداني: الفتن ص700-701، وقال محققه: "وقد صرح بصحته عدد من أئمة الشأن" - وذكر ممن صححه -: السيوطي، والعراقي، وابن حجر، والحاكم، والبيهقي، والسخاوي. [4] هو: الجعد بن درهم، أول من ابتدع القول بأن الله لم يكلم موسى تكليما, ولم يتخذ إبراهيم خليلا، وقال بخلق القرآن، كان معلما لآخر خلفاء بني أمية مروان بن محمد، فنسب إليه وقيل له مروان الجعدي.
قتله خالد بن عبد الله القسري يوم عيد الأضحى لمقالته في كلام الله، سنة 124هـ. انظر: الذهبي: ميزان الاعتدال 1/399، وابن كثير: البداية والنهاية 9/364، وابن نباتة: سرح العيون 393-394. [5] هو: غيلان بن مسلم الدمشقي، أبو مروان، قال ابن قتيبة: "كان قبطبا قدريا، لم يتكلم أحد في القدر قبله، ودعا إليه إلا معبد الجهني"، - قلت: "وقبلهما سوسن أو سنسويه كما تقدم ص (104) أخذه هشام بن عبد الملك فصلبه بباب دمشق" المعارف: 484، وانظر: الذهبي: الميزان 3/338. [6] تقدم ص (104) حاشية رقم (4) .
اسم الکتاب : التمسك بالسنن والتحذير من البدع المؤلف : الذهبي، شمس الدين الجزء : 1 صفحة : 107