اسم الکتاب : التمسك بالسنن والتحذير من البدع المؤلف : الذهبي، شمس الدين الجزء : 1 صفحة : 105
[بدعة التشبيه]
فنشأ من شَبَّه الباري، وجعل صفاته كصفاتنا، فخالفوا الكتاب والسُّنَّة.
[البدع الكفرية]
ثم حدث في دولة المأمون[1] ما هو من البدع الكفرية، كالخُرَّميَّة[2]، والقرامطة[3]، وتعطيل الشرائع، وأن ذلك رموز، فلم يرتَبْ مُسْلِم في كفرهم.
فالمُتَّبعُ ضد المُبتَدِعَ، لأن المتَّبِع [لم يخرج] [4] من حدود متبوعه. [و] [5] المبتدع أحدث أمراً على غير مثال، قال الله تعالى:/ {بَدِيعُ السَّمَاوَات} [6] أي:"مبدع"، وقيل: "بديع سماواته وأرضه، ومنه: بديع الجمَال، وكلام بديع أي: لم يعهد له نظير". [1] هو الخليفة العباسي، عبد الله المأمون بن هارون الرشيد، ولد سنة170 هـ، وولي الخلافة بعد أخيه الأمين سنة 198هـ إلى وفاته سنة 218هـ. انظر: ابن كثير: البداية والنهاية:10/287. [2] الخرمية: أتباع: (بابك الخرَّمي) الذي ظهر في زمن المأمون سنة 201هـ، في جبل البدين، بناحبة أذربيجان، وكثر أتباعه بها، واستباحوا المحرمات، وقتلوا كثيراً من المسلمين.
جهز إليهم خلفاء بني العباس جيوشا كثيرة إلى أن أخذ بابك وأخوه إسحاق وصلبا بسر من رأى أيام المعتصم سنة 223هـ. راجع: ابن كثير: البداية والنهاية:10/259-296-297. وعن بدع هذه الطائفة: انظر: البغدادي: الفرق بين الفرق: 266-268، والإسفرائيني: التبصير في الدين 135. [3] القرامطة، نسبة إلى: حمدان فرمط، أحد دعاة الباطنية، ومن بدعهم: القول بإبطال الفرائض من صلاة وحج وغير ذلك، وإباحة المحرمات.
انظر عن هذه الفرقة: البغدادي: الفرق بين الفرق: 282. وبيان مذاهب الباطنية وبطلانه من كتاب عقائد آل محمد: ص22. والموسوعة الميسرة: 395. [4] في الأصل بياض. اجتهدت في إثبات الجملة المناسبة للسياق. [5] الواو ساقطة من الأصل، والسياق يقتضي إثباتها. [6] سورة البقرة، آية: 117.
اسم الکتاب : التمسك بالسنن والتحذير من البدع المؤلف : الذهبي، شمس الدين الجزء : 1 صفحة : 105