اسم الکتاب : التعليقات الأثرية على العقيدة الطحاوية المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 57
[المذاهب الردية]
ونسأل الله تعالى أن يثبتنا على الإيمان، ويختم لنا به ويعصمنا من الأهواء المختلفة، والآراء المتفرقة، والمذاهب الردية[1] ، مثل: المشبهة، والمعتزلة، والجهمبة، والجبرية، والقدرية وغيرهم (2) [1] …كل مذهب خالف ما عليه أهل السنة والجماعة مذهب ردي باطل وقد رد الله على المشبهة والجهمية المعطلة بقوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} فالمشبه يعبد صنماً، والمعطل يعبد عدماً، والمثبت يعبد رباً واحداً فرداً صمداً، وما أحسن قول ابن القيم في النونية:
لسنا نشبه وصفه بصفاتنا
إن المشبه عابد الأوثان
كلا ولا نخيله من أوصافنا
إن المعطل عابد البهتان
ثم اعلم أن الجهمية نفاة الصفات، والجبرية الذين قالوا ليس للعبد فعل اختياري والقدرية الذين قالوا أن العباد يخلقون أفعالهم، والرافضة الذين كفروا الصحابة وسلكوا مسلك الجهمية في نفي الصفات، كل هذه الفرق من فرق الزيغ والضلال والجهم هو الذي ابتدع التعطيل والجبر والإرجاء كما حكاه في النونية وإن نسب منها شيء إلى غيره فلكونه نصرها وأيدها وما أحسن ما قيل:
تخالف الناس فيما قد رأوا ورووا
وكلهم يدعون الفوز بالظفر
فخذ بقول يكون النص ينصره
إما عن الله أو عن سيد البشر (م)
(2) …كالمقلدة الذين جعلوا التقليد ديناً واجباً على كل ما جاء بعد القرن الرابع من الهجرة، وأعرضوا بسبب ذلك عن الاهتداء بنور الكتاب والسنة، واتهموا كل من حاول الخلاص من الجمود المذهبي، إلى التمسك بهدي النبي - صلى الله عليه وسلم - بما شاءت لهم أهواؤهم، ورحم الله إمام السنة إذ يقول:
دين النبي محمد أخبار
نعم المطية للفتى آثار
………لا ترغبن عن الحديث وآله
………………فالرأي ليل والحديث نهار
ولربما جهل الفتى أثر الهدى
والشمس بازغة لها أنوار (ن)
اسم الکتاب : التعليقات الأثرية على العقيدة الطحاوية المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 57