responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التحفة السنية شرح منظومة ابن أبي داود الحائية المؤلف : عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر    الجزء : 1  صفحة : 38
المخلوق. ولهذا يصرح بعضهم بهذا فيقولون: "لا نعقل يداً إلا عين ما نراه في الشاهد"، فهم فروا من شر ووقعوا في شر أخبث منه، ثم إنهم لما عطلوا صفة الله نتيجة للتمثيل الذي هم مرضى به انتقلوا به إلى تمثيل آخر، فمثلوا الله إما بالمعدومات أو الجمادات أو الممتنعات بحسب نوع تعطيلهم، ويظهر من هذا أن كل معطل ممثل مرتين مرة قبل التعطيل ومرة بعده، فكل تعطيل محفوف بتمثيلين.
"وكل ممثل معطل": من يمثل صفة الله بصفة خلقه فهو معطل وليس معطلاً مرة واحدة بل معطل ثلاث مرات، فالذي يقرأ قوله تعالى: {مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} (ص: من الآية75) ، ثم يفهم منها يد كأيدينا وقع في التعطيل ثلاث مرات:
1- كونه عطل الله عن صفة اليد الحقيقية اللائقة به التي لا تشبه يد المخلوقين.
2- كونه عطل هذا النص وهو قوله تعالى: {مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} (ص: من الآية75) عن مدلوله، ومدلوله إثبات يد حقيقية تليق بالله، وصرفه إلى إثبات يد تشبه يد المخلوقين.
3- كونه عطل النصوص الكثيرة في القرآن النافية للتشبيه كقوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} (لشورى: من الآية11) .
ولم يسلم من التعطيل والتمثيل أحد من الطوائف برمتها غير أهل السنة والجماعة، ومن سواهم معطلة ممثلة في الوقت نفسه، وإن كان يزعم كل واحد منهم في ظاهر قوله أنه غير معطل أو غير ممثل.

اسم الکتاب : التحفة السنية شرح منظومة ابن أبي داود الحائية المؤلف : عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر    الجزء : 1  صفحة : 38
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست