البيهقي وموقفه من الإلهيات - الغامدي، أحمد بن عطية بن علي

اسم الکتاب : البيهقي وموقفه من الإلهيات المؤلف : الغامدي، أحمد بن عطية بن علي الجزء : 1 صفحة : 359

أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلائِكَةُ وَقُضِيَ الأَمْرُ} [1] وقوله: {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً} [2] والقول في جميع ذلك عند علماء السلف هو ما قلناه"[3].
وبعد أن أورد البيهقي هذا النص عن الخطابي علق عليه بما يدل على أنه المذهب المختار عنده دون سواه حيث قال: "قلت: وفيما قاله أبو سليمان- رحمه الله- كفاية وقد أشار إلى معناه القتيبي في كلامه فقال: لا نحتم على النزول منه بشيء، ولكنا نبيّن كيف هو في اللغة والله أعلم بما أراد"[4].
وقد صرّح البيهقي باختيار هذا المذهب - أعني التفويض- في كتاب الاعتقاد الذي يعتبر آخر ما ألّف في العقيدة، فبعد أن اختار القول بالتفويض في مسألة الاستواء على نحو ما تقدّم ذكره قال بعد ذلك: وعلى مثل هذا درج أكثر علمائنا في مسألة الاستواء، وفي مسألة المجيء والنزول والإتيان[5].
فهذه الصفات إذاً ثابتة عند البيهقي - رحمه الله - لورود النصوص الشرعية بها، إلا أن ثبوتها عنده يقتصر على القول بها لفظاً أما المعنى المراد منها فموكول علمه إلى الله سبحانه وتعالى وقد أيد مذهبه هذا بنصوص

[1] سورة البقرة آية: 210.
[2] سورة الفجر آية: 22.
[3] الأسماء والصفات ص: 454. وانظر: معالم السنن للخطابي على متن سنن أبي داود5/101.
[4] الأسماء والصفات، ص: 456.
[5] الاعتقاد: ص: 43.

اسم الکتاب : البيهقي وموقفه من الإلهيات المؤلف : الغامدي، أحمد بن عطية بن علي الجزء : 1 صفحة : 359

صيغة PDF

شهادة

الفهرست