حركات أهل الجنة[1].
والتزم قوم لأجلها - كالأشعري وغيره - إن الماء والتراب له طعم،
ولون، وريح، ونحو ذلك.
والتزم قوم لأجلها، ولأجل غيرها أن جميع الأعراض كالطعم واللون وغيرهما، لا يجوز بقاؤهما بحال، لأنهم احتاجوا إلى جواب النقض الوارد عليهم، لما أثبتوا الصفات لله، مع الاستدلال على حدوث الأجسام بصفاتها، فقالوا: "صفات الأجسام أعراض، أي أنها تعرض فتزول، فلا تبقى بحال، بخلاف صفات الله فإنها باقية"[2].
كما تناول ابن رشد[3] في كتابه مناهج الأدلة هذا الدليل فأوسعه نقضاً، وبدت صعوبته على الخاصة فضلاً عن الجمهور[4]، والأدلة على هذه القضية المهمة يجب أن تكون في متناول الجميع. [1] أبو الهذيل هو: محمّد بن الهذيل العبدي العلاف. من الطبقة السادسة للمعتزلة توفي سنة 235? في أيام المتوكل، وقد اشتهر عنه القول بانقطاع حركات أهل الخلدين، وأنهم يصيرون إلى سكون دائم. انظر: المنية والأمل ص: 148، ومقالات الإسلاميين للأشعري2/167. [2] درء تعارض العقل والنقل1/39، 40. [3] هو: أبو الوليد محمّد بن أحمد بن محمّد بن رشد، أحد مشاهير الفلاسفة المسلمين، ولد في قرطة سنة: 520?، وتوفي سنة 595? انظر: الأعلام للزركلي6/212. [4] مناهج الأدلة ص: 136-144.