responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البراهين الإسلامية في رد الشبهة الفارسية المؤلف : آل الشيخ، عبد اللطيف    الجزء : 1  صفحة : 64
وليس هذا من المسائل التي تختلف فيها الأمة سنيهم وبدعيهم بل هذه من أكبر دعائم الملة وأعظم أركان الإسلام لا يخالف فيها من عرف الإسلام وما جاءت به الرسل الكرام ولكن الرجل غلبت عليه العجمة فلم يفرق بين الاعتزال وبين الشرك الذي هو الاستمداد من غير الله، قال الحسن رحمه الله: دهمتهم العجمة [1] ، وقال أبو عمر وابن العلاء لعمر وابن عبيد: لما قال له: إن الله لا يخلف وعده قال له: من العجمة أتيت إن هذا وعيد لا وعد وأنشده:
وإني وإن أوعدته أو وعدته ... لمخلف إيعادي ومنجز موعدي
قال المعترض: الشبهة الأولى أن الموتى لا سماع لهم) ، لقوله تعالى: {وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ} [2] وقوله تعالى: {إِنَّكَ لا تُسْمِع ُ

[1] أي أصابتهم مصيبة العجمة التي هي عدم فهم الحق عن الله ورسوله وليس المراد أن كون الشخص أعجميا يعيبه ويذم له وذلك أن العبرة العلم النافع والعمل الصالح والسيرة الحسنة، غذ الفضل الحقيقي: هو اتباع ما بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم من الإيمان والعلم ظاهرا وباطنا فكل من كان في ذلك أمكن كان أفضل، والفضل إنما هو بالأسماء المحمودة في الكتاب والسنة مثل الإسلام والإيمان والبر والتقوى والعلم والعمل الصالح والإحسان لا بمجرد كوزن الإنسان عربيا أو أعجميا أو أسود أو أبيض ولا بكونه قرويا أو بدويا ويشهد لذلك خير الشاهدين حيث يقول: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} (الحجرات:13) ، ويشهد أيضا لذلك قول رسوله الأمين صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: "إن الله قد أذهب عنكم عبية الجاهلية وفخرها بالآباء: مؤمن تقي وفاجر شقي وأنتم بنوا آدم وآدم من تراب"، وفي الصحيحين عن عمر بن العاص رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن بني فلان ليسوا لي بأولياء إنما وليي الله وصالح المؤمنين"، فأخبر صلى الله عليه وسلم عن بطن قريب النسب أنهم ليسوا بمجرد النسب أولياء، إنما وليه الله وصالح المؤمنين من جميع الأصناف اهـ أنظر كتاب (اقتضاء الصراط المستقيم) لشيخ الإسلام ابن تيمية ص 144.
ومن هنا نعرف تماما أن قول الشيخ رحمه الله تعالى أنه غلبت عليه العجمة حيث لم يفرق بين الاعتزال والشرك مراده بذلك أنه ابتعد عن الجادة وأخظأ الصواب عنادا لغلبة نفسه الأمارة بالسوء ودفعها إياه إلى نصر الباطل والشرك ضد الحق والتوحيد والله أعلم.
[2] سورة فاطر: من الآية 22.
اسم الکتاب : البراهين الإسلامية في رد الشبهة الفارسية المؤلف : آل الشيخ، عبد اللطيف    الجزء : 1  صفحة : 64
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست