responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البحث الصريح في أيما هو الدين الصحيح المؤلف : الراسي، زيادة بن يحيى    الجزء : 1  صفحة : 68
والإنكليز وغيرها، ويسمون الموحدين [1] 2

[1] مراده بالموحدين: هم من يرون أن المسيح ليس إلهاً وإنما هو بشر، ولاشك أن الحواريين ومن تابعهم كانوا على هذا المذهب. والذي يجده المطالع لكتب النصارى بروز هذا المذهب لدى طائفة الآريوسيين، الذين نادوا بأن المسيح بشر مخلوق وليس إلهاً ولا ابن إله، وذلك خلال القرن الرابع الميلادي. وذلك لا يعني أن آريوس ابتدع ذلك، بل لابد أن لذلك جذوراً متصلة بالحواريين، ثم بعد آريوس استمر الخط التوحيدي لدى النصارى وإن كان غير ظاهر، وذلك لاستحكام العداوة والتضاد بين الموحدين والمثلثين من النصارى، وقد آلت الغلبة للمثلثين في نهاية القرن الرابع الميلادي. إلا أن التوحيد كان يظهر له أتباع بين الفينة والفينة، وكان بروز التوحيد بين النصارى ظاهراً بعد دعوة الإصلاح الديني "البروتستانت" في القرن السادس عشر الميلادي، حيث تأثر العديد من دعاة الإصلاح بالمعلومات التي وقفوا عليها، مما يتنافى مع العقيدة الكاثوليكية، مما جعلهم يصلون في نهاية المطاف إلى اعتقاد أن المسيح بشر وليس إلهاً، وقد ظهر بذلك ما تسميه دائرة المعارف الأمريكية بـ "الموحدين"، وقد انتشر هؤلاء الموحدون في كل من بولندا، والمجر، وترانسلفانيا، وانجلترا، والولايات المتحدة الأمريكية، ففي بولندا صدر لهم إعلان سنة 1605م يقول بأن الله واحد في ذاته، وأن المسيح إنسان حقيقي، ولكنه ليس مجرد إنسان، وأن الروح القدس ليس أقنوماً، لكنه قدرة الله، ثم هي تنكر الخطيئة الأصلية.
أما المجر وترانسلفانيا فقد انتشر فيهما المذهب الموحد بعد إعلان مرسوم التسامح الديني في أعوام 1557،1563، 1568م، ووصل الأمر بالموحدين أن المجر كانت تحت حكم ملك موحد هو جون سيجسموند1540-1571م.
واستمر وجود الموحدين في تلك البلاد بين قوة وضعف، إلى أن جاء القرن العشرون، فقويت الجماعات الموحدة بفضل التسامح الديني والتواصل بين الموحدين في سائر الاقطار، فصار في البلاد نحو 160 كنيسة موحدة، كما صار عندهم كلية لاهوتية.
أما انجلترا فقد انتشر فيها المذهب التوحيدي أيضاً، وأول من يشار إلى أنه أبو التوحيد فيها "جون بيدل"1616-1626م، ثم بدأ الترقي في هذه الدعوة، إلا أنه كان ضعيفاً، ولكن قد انضم إليها عدد من الشخصيات البارزة منهم المفكر الإنجليزي جون لوك، والكاتب"صموئيل كلارك"، والعالم الطبيعي "جون برستلي"، الذي أصبح موحداً عام 1768م، والذي كتب رسالة باسم "التماس إلى أساتذة المسيحية المخلصين الموقرين" ووزع منها 30000 نسخة في أنحاء بريطانيا. وهو يرى أن الإله واحد وهو الذي أنزل الوحي، وأنه السبب الوحيد في جميع مظاهر الخلق. وكذلك ثيوفليس ليندساي 1723-1818م، والذي فتح محل مزاد بلندن، ثم تحول إلى كنيسة للموحدين.
ثم تأسست جمعية للموحدين باسمالجمعية التوحيدية لترقي المعرفة المسيحية وممارسة الفضيلة عن طريق توزيع الكتب. ثم نشط الموحدون وأسسوا اتحاداً باسم "الإتحاد البريطاني الأجنبي للتوحيد". ويوجد في الوقت الحالي من 350-400 كنيسة موحدة، وتوجد مدرستان لتعليم التوحيد، هما "كلية مانشستر" بأكسفورد، "وكلية التوحيد" بمانشستر.
أما الولايات المتحدة الأمريكية فقدكان فيها آريوسيين منهم "د. تشارلزتساونس"1705 -1787م راعي كنيسة بوسطن، والقس "د. يوناتان ميهيو". وفي مطلع القرن التاسع عشر استحوذ التوحيد على كثير من الوعاظ في نيو انجلند، ويمتد تأثيره إلىالجنوب والغرب، حيث تأسست كنائس توحيدية في بلتيمور وواشنطن وبفلو وأماكن أخرى. ومن الشخصيات الكبيرة بين الموحدينوليم الري شاننج 1780-1842م راعي الكنيسة في بوسطن، الذي ألقى موعظة عن مسيحية التوحيد عام 1819م في بلتيمور، والذي صار فيما بعد مؤرخاً ورئيساً لجامعة هارفارد. وتعتبر موعظته من أبرز البيانات عن عقائد الموحدين. وفي عام 1825م تكونت "جمعية التوحيد الأمريكي" وآخر إحصائية لكنائس الموحدين بلغت 370 كنيسة. وتوجد مدرستان أنشأهما الموحدون لتعليم رجال الدين، إحداهما في شيكاغو، والأخرى في بركلي بكاليفورنيا.
كما أن كثيراً من القسس في كل من بلجيكا والدانمرك وفرنسا وسويسرا وأيسلندا يتعاطفون مع أفكار الموحدين الدينية. انتهى ملخصاً من دائرة المعارف الأمريكية 27/ 295-300 نقلاً عن كتاب طائفة الموحدين من المسيحيين عبر القرون ص40-53.
2 حاشية: ربما أن مثل هؤلاء كان يمدحهم القرآن الشريف ويكفر القسم الثاني، لأن النصارى قسمان قسم موحد وقسم مثلث.
وهذا القول في الحاشية ليس على ظاهره بالنسبة للموحدين، إلا في من لم تبلغه دعوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، لأن الدين عند الله الإسلام.
اسم الکتاب : البحث الصريح في أيما هو الدين الصحيح المؤلف : الراسي، زيادة بن يحيى    الجزء : 1  صفحة : 68
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست