اسم الکتاب : الانتصار في الرد على المعتزلة القدرية الأشرار المؤلف : العمراني الجزء : 1 صفحة : 304
47- فصل
ومن الأدلة المذكورة لنا في الرسالة قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} [1]، ومعنى {نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ[2] الْمَلائِكَةَ} كما سألوا في الفرقان {لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلائِكَةُ} [3] ومعنى {وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى} لأن كفار قريش قالوا: يا محمد ابعث لنا موتانا فنسألهم عما تحدثنا به أنه يكون بعد الموت[4]، ومعنى {وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً} يعني عيانا[5] ويقال (قُبُلا) [6] يريد جماع القبيل[7]، أي ضروب العذاب[8] {مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا} يعني ليصدقوا [1] الأنعام آية (111) . [2] في الأصل (عليهم) وهو خطأ. [3] الفرقان آية (21) . [4] يؤيد هذا ما حكاه الله عنهم في قوله عزوجل: {إِنَّ هَؤُلاءِ لَيَقُولُونَ إِنْ هِيَ إِلاَّ مَوْتَتُنَا الأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ فَأْتُوا بِآبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} الدخان آية (34-36) - وقد ذكر ابن جرير في تفسيره بإسناده عن ابن عباس طلبهم إحياء آباءهم ومنهم قصي بن كلاب وكذلك مطالب أخرى أرادوا بها تعجيز النبي - صلى الله عليه وسلم- والتعنت عليه عند قوله تعالى في سورة الإسراء {وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنْبُوعاً…} الآيات إلى قوله: {قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلاَّ بَشَراً رَسُولاً} تفسير ابن جرير 15/164-166. [5] هذا على قراءة من قرأ (قبلا) بكسر القاف وفتح الباء وهي قراءة أهل المدينة فيكون معناها معاينة. انظر: تفسير ابن جرير 8/2. [6] في - ح - (جمعا) ولسيت في الأصل. [7] ذكر ابن جرير أن (قُبُلا) بضم القاف والباء وهي قراءة عامة الكوفيين والبصريين لها ثلاثة أوجه، الوجه الأول: جمع قبيل مثل رُغُف جمع رغيف ومعناه الضمناء والكفلاء. الوجه الثاني: بمعنى المقابلة والمواجهة من قول القائل أتيتك قبلاً لا دبراً، إذا أتاه من قبل وجهه. الوجه الثالث: أن تكون جمع قبيل الذي هو قبيله فتكون قُبُلا جنع الجمع ومعناه صنفا وجماعة جماعة. تفسير ابن جرير 8/2. [8] هذا المعنى يرجع إلى معنى (قبلا) في قوله تعالى في سورة الكهف: {وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلاً} ، انظر: تفسير القرطبي 11/4.
اسم الکتاب : الانتصار في الرد على المعتزلة القدرية الأشرار المؤلف : العمراني الجزء : 1 صفحة : 304