اسم الکتاب : الألفاظ والمصطلحات المتعلقة بتوحيد الربوبية المؤلف : آمال بنت عبد العزيز العمرو الجزء : 1 صفحة : 97
ومن المتكلمين الذين تأثروا بالفلسفة اليونانية الفخر الرازي، والآمدي، والإيجي[1] وغيرهم، يقول مقدم كتاب المحصل: الدكتور حسين آتاي عن الرازي: "إنه استوعب فلسفة أرسطو التقليدية، ثم كان أول من أدخل هذه الفلسفة في علم الكلام. ونتيجة لما قام به الرازي أصبح علم الكلام فلسفة، ويمكن أن نقول بعبارة أخرى إنه جعل تلك الفلسفة كلاماً. وهكذا امتزج علم الكلام بالفلسفة"[2]. فالرازي يعرض أصول الاعتقاد ممزوجة بالفكر الفلسفي اليوناني، الذي روج له ابن سينا وأتباعه.
وقال شيخ الإسلام - رحمه الله - عن الرازي: "أبو عبد الله الرازي فيه تجهم قوي، ولهذا يوجد ميله إلى الدهرية أكثر من ميله إلى السلفية، الذين يقولون إنه فوق العرش..يقرر ذلك أنه احتج في مقدمة هذا العلم الشريف بكلام أرسطو معلم المشائين من الدهرية. ولم يكن عنده من أثارة الأنبياء والمرسلين ما يقدمه على كلام الدهرية"[3].
ومع تأثر الرازي والآمدي بمصطلحات الفلاسفة، إلا أنهم كانوا يخالفونهم ويعترضون عليهم في كثير مما يذكرونه عنهم بحسب ما يسنح لهم[4].
أما الفلاسفة المنتسبون للإسلام أمثال الكندي[5]، والفارابي[6]، وابن سينا، فقد كان لهم السبق في نقل فلسفة أرسطو وأتباعه، وشرحها، وتأييدها. يقول شيخ الإسلام - رحمه الله -:"والفلسفة التي ذهب إليها الفارابي وابن سينا إنما هي فلسفة المشائين، أتباع أرسطو صاحب التعاليم"[7]. [1] - هو عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الغفار، أبو الفضل الإيجي، كان إماماً في المعقول، قائماً بالأصول والمعاني والعربية، مشاركاً في الفنون، من مؤلفاته: المواقف في علم الكلام، توفي سنة 756هجرية، انظر: الدرر الكامنة 2/322، الأعلام 3/295. [2] - نقلاً عن د. أحمد حجازي السقا في مقدمة المطالب العالية للرازي 1/8. [3] - بيان تلبيس الجهمية 1/122 - 123، وانظر: أساس التقديس للرازي ص 25، 16، والمطالب العالية 1/41، 57، 59، 229، 2/92، وقد أكثر في هذا الكتاب النقل عن الفلاسفة بما يوافقهم فيه تارة، ويعارضهم تارة أخرى. [4] - انظر: الرد على المنطقيين ص 336. [5] - هو أبو يوسف يعقوب بن إسحاق الصباح، فيلسوف وأحد أبناء ملوك كندة، اشتهر بالطب والفلسفة والموسيقى والهندسة، ضرب زمن المتوكل وأخذت كتبه لاتهامه في الدين، ثم ردت إليه، وأصاب عند المأمون منزلة عظيمة. من مؤلفاته: رسالة في الحدود، إلهيات أرسطو، توفي سنة 260هـ. انظر: لسان الميزان 6/305، الأعلام 9/255 - 256، المصطلح الفلسفي عند العرب ص37. [6] - هو محمد بن محمد بن طرخان، أبو نصر الفارابي، تركي الأصل، ولد في فاراب سنة 260 هجرية، وانتقل إلى بغداد فنشأ فيها، يلقب بالمعلم الثاني لشرحه مؤلفات المعلم الأول أرسطو، كان يقول بالمعاد الروحاني وخصه بالأرواح العالمة دون الجاهلة، ويزعم أن الفيلسوف أكمل من النبي؛ وبهذا وغيره كفره شيخ الإسلام، توفي سنة 339 هجرية. انظر: البداية والنهاية 11/224، مجموع الفتاوى 2 /67، 86، الأعلام 7 /242 - 243. [7] - درء التعارض 1/126، وانظر: الرد على المنطقيين ص335، تهافت الفلاسفة ص 12.
اسم الکتاب : الألفاظ والمصطلحات المتعلقة بتوحيد الربوبية المؤلف : آمال بنت عبد العزيز العمرو الجزء : 1 صفحة : 97