اسم الکتاب : الألفاظ والمصطلحات المتعلقة بتوحيد الربوبية المؤلف : آمال بنت عبد العزيز العمرو الجزء : 1 صفحة : 323
القول الخامس: الفطرة يعني البدأة التي ابتدأهم عليها، يريد أنه مولود على ما فطر الله عليه خلقه، من أنه ابتدأهم للحياة والموت، والسعادة والشقاء، وإلى ما يصيرون إليه عند البلوغ من قبولهم عن آبائهم اعتقادهم. قالوا والفطرة في كلام العرب البداءة، والفاطر المبدئ والمبتدىء[1].
القول السادس: أن الفطرة ها هنا الإسلام، قالوا وهو المعروف عند عامة السلف أهل التأويل، وقد أجمعوا في تأويل قوله - عز وجل -: {فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا} [الروم - 30] على أن قالوا فطرة الله، دين الله الإسلام[2]. واستدل أصحاب هذا القول بأدلة كثيرة منها3:
1 - قول أبي هريرة في هذا الحديث: "اقرأوا إن شئتم: {فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا} [الروم - 30] "، وذكروا عن عكرمة، ومجاهد، والحسن، وإبراهيم، والضحاك، وقتادة، في قول الله - عز وجل -: {فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا} [الروم - 30] ، قالوا: فطرة الله، دين الله الإسلام.
2 - ومما احتج به من ذهب إلى أن الفطرة في هذا الحديث الإسلام، قوله - صلى الله عليه وسلم -: "خمس من الفطرة" [4]، يعني فطرة الإسلام.
3 - والدلائل الدالة على أنه أراد على فطرة الإسلام كثيرة، كألفاظ الحديث التي في الصحيح مثل قوله "على الملة"، و "على هذه الملة" [5].
4 - ومثل قوله في حديث عياض بن حمار: "خلقت عبادي حنفاء كلهم" [6]، ومثل تفسيرأبي هريرة، وغيره، من رواة الحديث، ذلك، وهم أعلم بما سمعوا. [1] - انظر: التمهيد 18/78، درء التعارض 8/386، شفاء العليل ص284، أحكام أهل الذمة 2/569. [2] - انظر: التمهيد 18/72، الدرء 8/373، شفاء العليل ص285، أحكام أهل الذمة 2/535، فتح الباري 3/248.
3 - انظر: درء التعارض8/367 - 371. [4] - أخرجه البخاري في كتاب اللباس باب قص الشارب 4/72، ح 5889، ومسلم في كتاب الطهارة باب خصال الفطرة 1/221؛ ح 257. [5] - الروايتان أخرجهما مسلم في كتاب القدر، باب معنى "كل مولود يولد على الفطرة" 4/2048، ح 2658. [6] - جزء من حديث أخرجه مسلم في كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب الخصال التي يعرف بها في الدنيا أهل الجنة وأهل النار 4/2197، ح 2865.
اسم الکتاب : الألفاظ والمصطلحات المتعلقة بتوحيد الربوبية المؤلف : آمال بنت عبد العزيز العمرو الجزء : 1 صفحة : 323