اسم الکتاب : الألفاظ والمصطلحات المتعلقة بتوحيد الربوبية المؤلف : آمال بنت عبد العزيز العمرو الجزء : 1 صفحة : 22
ولا يخاف إلا إياه، ولا يرجو إلا إياه، ويكون الدين كله لله. وهذا التوحيد يتضمن أن الله خالق كل شيء وربه ومليكه، لا شريك له في الملك"[1].
وشيخ الإسلام هنا بيّن أن التوحيد يتضمن أمرين:
1 - التوحيد القولي العلمي.
2 - التوحيد العملي الإرادي.
وهذا التقسيم ذكره الإمام ابن القيم - رحمه الله - حيث قال: "التوحيد نوعان: نوع في العلم والاعتقاد، ونوع في الإرادة والقصد، ويسمى الأول: التوحيد العلمي. والثاني: التوحيد القصدي الإرادي. لتعلق الأول بالأخبار والمعرفة، والثاني بالقصد والإرادة"[2].
وعرف هذين النوعين بقوله: "والتوحيد العلمي أساسه إثبات صفات الكمال للرب - تعالى -، ومباينته لخلقه، وتنزيهه عن العيوب والنقائص والتمثيل.
والتوحيد العملي أساسه تجريد القصد، بالحب، والخوف، والرجاء، والتوكل، والإنابة، والاستعانة، والعبودية بالقلب، واللسان، والجوارح، لله وحده"[3].
والقسم الأول وهو التوحيد القولي العلمي، يعبر عنه أهل السنة أحياناً بتوحيد الصفات، وتوحيد الأسماء والصفات، والقسم الثاني وهو التوحيد في القصد والإرادة والعمل، يعبرون عنه بتوحيد العبادة، وتوحيد الألوهية[4].
وتارة يعبرون عن هذين النوعين بتوحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، قال شيخ الإسلام - رحمه الله -: "المقصود هنا بيان حال العبد المحض لله الذي يعبده ويستعينه، فيعمل له ويستعينه ويحقق قوله: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة - 5] توحيد الألوهية، وتوحيد الربوبية، [1] - الصفدية 2/228 - 229، وانظر: بيان تلبيس الجهمية 1/479. [2] - مدارج السالكين 1/24 - 25، وانظر: بدائع الفوائد لابن قيم الجوزية 1/146. [3] - الصواعق المرسلة 2/402 - 403، وانظر: اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية لابن قيم الجوزية ص85، مدارج السالكين 3/445 - 446، 449. [4] - انظر: الرسالة التدمرية لابن تيمية ص 4 - 5، شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل لابن القيم ص273، الحق الواضح المبين لابن سعدي، ضمن المجموعة الكاملة لمؤلفات الشيخ عبد الرحمن بن سعدي 3/212.
اسم الکتاب : الألفاظ والمصطلحات المتعلقة بتوحيد الربوبية المؤلف : آمال بنت عبد العزيز العمرو الجزء : 1 صفحة : 22