اسم الکتاب : الألفاظ والمصطلحات المتعلقة بتوحيد الربوبية المؤلف : آمال بنت عبد العزيز العمرو الجزء : 1 صفحة : 176
[3] - معنى الخلق عند المتكلمين:
يقول الباقلاني[1]: "حقيقة الخلق والإحداث، هو إخراج الشيء من العدم إلى الوجود"[2]، ويقول أبو المعالي: "والخلق قد يراد به الاختراع، وهو أظهر معانيه، وقد يراد به التقدير"[3]. وقال الرازي: "الخلق عبارة عن الإيجاد والتكوين، والإخراج من العدم إلى الوجود"[4]. وقال القاضي عبد الجبار: "الخلق هو إحداث الشيء مقدراً "[5]، وقال أيضاً: "الخلق هو الإنشاء والإبداع "[6]. وقيل: "الخلق إيجاد الشيء على تقدير واستواء "[7].
ويلاحظ أن هذه التعريفات موافقة للغة، ولمعنى الخلق عند أهل السنة. ولكن هل هذا الخلق الذي عرفوه سابقاً هو صفة قائمة بذات الله - تعالى -؟ أو أن الخلق هو المخلوق؟. يرى كثير من طوائف المتكلمين أن الخلق هو المخلوق، وبعضهم يرى أنه معنى آخر غير المخلوق كالإرادة مثلاً، وليس الخلق - بزعمهم - صفة قائمة بذات الرب، يقول البيهقي: "ونعتقد في صفات فعله أنها بائنة عنه - سبحانه - "[8]. ويقول الجويني: "..ولا ترجع من الخلق صفة متحققة إلى الذات، فلا يدل الخالق إلا على إثبات الخلق، ولذلك قال أئمتنا: لا يتصف الباري - تعالى - في أزله بكونه خالقاً، إذ لا خلق في الأزل، ولو وصف بذلك على معنى أنه قادر كان تجوزاً"[9].
والماتريدية كما سبق بيان مذهبهم في الإحياء والإماتة، وسائر صفات الفعل، فإنهم يجعلون الخلق من متعلقات التكوين، وليس صفة حقيقية تعود على الذات بمعنى[10]. [1] - هو أبو بكر محمد بن الطيب بن محمد بن جعفر الباقلاني الأشعري، الأصولي المتكلم، صاحب التصانيف الواسعة في الرد على الفرق الضالة، من مؤلفاته الإنصاف، والتمهيد، توفي سنة403هـ. انظر: شذرات الذهب 3/168، معجم المؤلفين10/109 - 110، الأعلام6/176. [2] - الإنصاف ص148 - 149. [3] - الإرشاد ص148. [4] - مفاتيح الغيب 19/32، وانظر: المطالب العالية 9/137، شرح أسماء الله الحسنى ص211. [5] - المغني 8/257. [6] - المرجع السابق 7/221. [7] - الكشاف 1/91. [8] - الأسماء والصفات ص138. [9] - الإرشاد ص143. [10] - انظر: شرح الفقه الأكبر ص35، والبحث ص147 - 148.
اسم الکتاب : الألفاظ والمصطلحات المتعلقة بتوحيد الربوبية المؤلف : آمال بنت عبد العزيز العمرو الجزء : 1 صفحة : 176