اسم الکتاب : الألفاظ والمصطلحات المتعلقة بتوحيد الربوبية المؤلف : آمال بنت عبد العزيز العمرو الجزء : 1 صفحة : 13
الخامس: للمبدأ؛ إما لمبدأ العدد كقولك: واحد، اثنان؛ وإما لمبدأ الخط كقولك: النقطة الواحدة. والوحدة في كلها عارضة، وإذا وصف الله - تعالى - بالواحد فمعناه هو الذي لا يصح عليه التجزي ولا التكثر"[1].
وتعريف الواحد بأنه الشيء الذي لا يتجزأ ولا يقبل الانقسام ليس له أصل في لغة العرب، ولم يأت في كلام الله ولا رسوله - صلى الله عليه وسلم -، ولم يذكره المتقدمون من أهل اللغة؛ كالخليل بن أحمد، والأزهري[2]، وابن دريد[3]، وغيرهم، ثم المثال الذي ذكره الراغب[4] على أنه لا يقبل الانقسام هو مما يقبل الانقسام، مما يدل على بطلان هذا المعنى.
وقد تأثر بعض أهل اللغة بشيء من علم الكلام فدخل كتبهم من ذلك ما ليس له أصل في لغة العرب[5].
وباستعراض المعاني السابقة للفظ الواحد نجد أكثرها يدل على معنى الانفراد وانقطاع المثيل والنظير. [1] - المفردات للراغب الأصفهاني ص 857، ونقله عنه الفيروز آبادي في بصائر ذوي التمييز 5/170 - 171. [2] - محمد بن أحمد بن الأزهر الهروي أبو منصور، أحد الأئمة في اللغة والأدب، عني بالفقه فاشتهر به أولاً، ثم غلب عليه التبحر في العربية، فرحل في طلبها، وقصد القبائل وتوسع في أخبارهم، من كتبه "تهذيب اللغة" و"تفسير القرآن"،توفي سنة 370هـ. انظر: بغية الوعاة للسيوطي1/19، الأعلام للزركلي 5/311. [3] - ابن دريد العلامة، شيخ الأدب، أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد بن عتاهية الأزدي، البصري، صاحب التصانيف، كان آية من الآيات في قوة الحفظ، توفي في شعبان سنة إحدى وعشرين وثلاث مئة، وله ثمان وتسعون سنة. انظر: سير أعلام النبلاء15/96 - 97. [4] - الحسين بن محمد بن المفضل، أبو القاسم الأصفهاني، المعروف بالراغب، أديب من أذكياء المتكلمين، من كتبه "الذريعة إلى مكارم الشريعة"، و"المفردات في غريب القرآن"، توفي سنة 502هـ. انظر: سير أعلام النبلاء 18/120، بغية الوعاة للسيوطي2/297، الأعلام للزركلي2/255. [5] - انظر: بغية المرتاد لابن تيمية ص235 - 236، الصاحبي لابن فارس ص64.
اسم الکتاب : الألفاظ والمصطلحات المتعلقة بتوحيد الربوبية المؤلف : آمال بنت عبد العزيز العمرو الجزء : 1 صفحة : 13