responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام المؤلف : القرطبي، شمس الدين    الجزء : 1  صفحة : 425
وَأما غَيرهَا من الْأَيَّام الَّتِي اسْتشْهد فِيهَا الشُّهَدَاء ويصونها النَّاس وَيَتَصَدَّقُونَ فِيهَا على الْمَسَاكِين والضعفاء فَوَاجِب على كل ذِي عقل أَن يصونها إِمَّا فِي مَدِينَة وَإِمَّا فِي قَرْيَة
فَنَقُول لَهُ وَلَهُم هَذِه الْأَيَّام المصانة عنْدكُمْ هَل صيانتها وَاجِب عنْدكُمْ بِالشَّرْعِ أَو لَيْسَ وَاجِبا بِالشَّرْعِ فَإِن قَالُوا لَيْسَ بِوَاجِب بِالشَّرْعِ قُلْنَا لَهُم فلأي معنى تعملونها وتلتزمون صيانتها حَتَّى أَن من كَانَ فِي قَرْيَة أَو فِي موطن لَا يَنْبَغِي لَهُ أَن يرتحل عَنهُ حَتَّى يُتمهَا فقد التزمتم مَا لَيْسَ بِلَازِم وأوجبتم مَا لَيْسَ بِوَاجِب فَإِن قَالُوا هِيَ وَاجِبَة بِالشَّرْعِ قُلْنَا لَهُم بِأَيّ شرع وَجَبت بشرع مُوسَى أَو شرع عِيسَى فَإِن قَالُوا بشرع مُوسَى كذبُوا وَقُلْنَا لَهُم {فَأتوا بِالتَّوْرَاةِ فاتلوها إِن كُنْتُم صَادِقين} وَلَا شكّ فِي أَنهم لَا يَجدونَ شَيْئا مِنْهَا فِي التَّوْرَاة وَلَا فِي الْإِنْجِيل وغايتهم أَن يَقُولُوا مَا قَالَ عالمهم حَفْص هَذِه أَيَّام شريع لِأَنَّهَا اتّفق فِيهَا أُمُور شريفة من أَحْوَال الْمَسِيح
فَنَقُول لَهُم هَب أَنه اتّفق مَا تَقولُونَ فَمن أخْبركُم من الْأَنْبِيَاء أَنه إِذا أتفق أَمر من تِلْكَ الْأُمُور فافعلوا كَذَا واصنعوا ذَلِك الْيَوْم عيدا وَفِي أَي كتاب من كتبكم وجدتموه وَلَا شكّ فِي أَنهم لَا يَجدونَ شَيْئا مِمَّا ادعوهُ فَلم يبْق لَهُم إِلَّا مَحْض التحكم ثمَّ يلْزمهُم على مساق هَذَا أَن يبحثوا عَن أَيَّام عِيسَى وَعَن عَددهَا ويتخذوا تِلْكَ الْأَيَّام أعيادا فَإِن أَيَّامه كلهَا ومحاضرة كَانَت شريفة إِذْ كَانَت أَيَّامه لَا تَخْلُو عَن كَرَامَة يُكرمهُ الله بهَا وَعَن بركَة من بركاته وَعَن معْجزَة من معجزاته فلأي معنى خصصتم تِلْكَ الْأَيَّام لَوْلَا مَحْض الْهوى والتحكم الْبَاطِل ثمَّ نقُول لَهُم هَل كَانَ عِيسَى يعلم فَضِيلَة تِلْكَ الْأَيَّام أَو لَا يعلم فَإِن كَانَ يعلمهَا فلأي معنى لم يفعل فِيهَا مَا تَفْعَلُونَ أَو لأي معنى لم يبين شَرعه فِيهَا لَو كَانَ لَهُ فِيهَا شرع وَإِن لم يعلم فضيلتها فَكيف لم يعلم هُوَ مَا علمْتُم أَنْتُم ثمَّ كَيفَ يجهل شَيْئا علمتموه أَنْتُم وَهُوَ عنْدكُمْ قد اتَّحد بِهِ علم الله
فَحصل من هَذَا أَنَّهَا لَيست فاضلة وَلَا لله فِيهَا حكم إِذْ لَو كَانَت فاضلة لله فِيهَا حكم لعلمها وَلَو علمهَا لبينها فَلَمَّا

اسم الکتاب : الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام المؤلف : القرطبي، شمس الدين    الجزء : 1  صفحة : 425
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست