responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام المؤلف : القرطبي، شمس الدين    الجزء : 1  صفحة : 320
فَتَأمل أَيهَا الْعَاقِل إِن كنت منصفا فرق مَا بَين نَبينَا مُحَمَّد عَلَيْهِ السَّلَام وَبَين مَا تحكيه النَّصَارَى عَن الْمَسِيح فِي إنجيلهم وَذَلِكَ أَنَّهَا تحكي فِيهِ أَن الْمَسِيح لما استشعر بوثوب الْيَهُود عَلَيْهِ قَالَ قد جزعت نَفسِي الْآن فَمَاذَا أَقُول يَا أبتاه فسلمني من هَذَا الْوَقْت وَأَنه حِين رفع فِي الْخَشَبَة صَاح صياحا عَظِيما وَقَالَ إِلَى إِلَى لم غريتناني وترجمته إلهي إلهي لم أسلمتني
وَهَذَا غَايَة الْجزع والخور ينزه عَنهُ عِيسَى بل هُوَ من أكاذيبهم عَلَيْهِ
وَكَذَلِكَ ذكرت فِي إنجيلها أَن عِيسَى لما أَخَذته الْيَهُود وَحَمَلته إِلَى قَائِد القسيسين قَالَ لَهُ أستحلفك بِاللَّه الْحَيّ أَن تصدقنا إِن كنت الْمَسِيح ابْن الله فَقَالَ لَهُ الْمَسِيح أَنْت قلته وَهَذَا كَلَام يدل على أَنه كتم نَفسه وسترها ضعفا وجبنا ثمَّ إِن كفار قُرَيْش لما أكربهم أَمر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وغاظهم شَأْنه تشاوروا فِي أمره فَقَالَ لَهُم عتبَة بن ربيعَة يَا معشر قُرَيْش أَلا أقو م لمُحَمد فأكلمه وَأعْرض عَلَيْهِ أمورا لَعَلَّه يقبل بَعْضهَا فَنُعْطِيه أَيهَا شَاءَ ويكف عَنَّا وَذَلِكَ لما لم يقدروا أَن يصلوا إِلَيْهِ بمكروه فَقَالُوا لَهُ بلَى فَقَامَ إِلَيْهِ عتبَة فَقَالَ لَهُ يَا ابْن أخي إِنَّك منا حَيْثُ قد علمت من البسطة فِي الْعَشِيرَة والمكانة فِي النّسَب وَإنَّك قد أتيت قَوْمك بِأَمْر عَظِيم فرقت بِهِ جَمَاعَتهمْ وسفهت بِهِ أحلامهم وعبت بِهِ آلِهَتهم وَدينهمْ وكفرت من مضى من آبَائِهِم
فاسمع مني أعرض عَلَيْك أمورا لَعَلَّك تقبل منا بَعْضهَا فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قل أسمع فَقَالَ يَا ابْن أخي إِن كنت إِنَّمَا تُرِيدُ بِمَا جِئْت بِهِ من هَذَا الْأَمر مَالا جَمعنَا لَك من أَمْوَالنَا حَتَّى تكون أكثرنا مَالا وَإِن كنت تُرِيدُ شرفا سودناك علينا حَتَّى لَا نقطع أمرا دُونك وَإِن كنت تُرِيدُ ملكا ملكناك علينا وَإِن كَانَ

اسم الکتاب : الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام المؤلف : القرطبي، شمس الدين    الجزء : 1  صفحة : 320
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست