responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام المؤلف : القرطبي، شمس الدين    الجزء : 1  صفحة : 315
خَاتِمَة جَامِعَة فِي صِفَاته وشواهد صدقه وعلاماته
وَذَلِكَ أَن أَبَا سُفْيَان وكفار قُرَيْش قدمُوا الشَّام تجارًا فَأرْسل إِلَيْهِم هِرقل وَكَانَ ملك النَّصَارَى وعظيمهم وَإِلَيْهِ يَنْتَهِي علمهمْ فجاءوه ودخلوا عَلَيْهِ فِي مَجْلِسه وَحَوله عُظَمَاء الرّوم فَقَالَ لِترْجُمَانِهِ قل لَهُم أَيّكُم أقرب نسبا بِهَذَا االرجل الَّذِي يزْعم أَنه نَبِي فَقَالَ أَبُو سُفْيَان أَنا أقرب نسبا مِنْهُ فَقَالَ ادنوه مني وقربوا أَصْحَابه واجعلوهم عِنْد ظَهره ثمَّ قَالَ لِترْجُمَانِهِ قل لأَصْحَابه إِنِّي سَائل هَذَا عَن هَذَا الرجل الَّذِي يزْعم أَنه نَبِي فَإِن كذب فكذبون
قَالَ أَبُو سُفْيَان فوَاللَّه لَوْلَا الْحيَاء من أَن يؤثروا عني كذبا لكذبت عَلَيْهِ قَالَ أَبُو سُفْيَان فَكَانَ أول مَا سَأَلَني عَنهُ أَن قَالَ كَيفَ نسبه فِيكُم قلت هُوَ فِينَا ذُو نسب قَالَ فَهَل قَالَ هَذَا القَوْل أحد مِنْكُم قطّ قبله قلت لَا قَالَ فَهَل كَانَ فِي آبَائِهِ من ملك قلت لَا قَالَ فأشراف النَّاس اتَّبعُوهُ أم ضُعَفَاؤُهُمْ قلت بل ضُعَفَاؤُهُمْ قَالَ أيزيدون أم ينقصُونَ قلت بل يزِيدُونَ قَالَ فَهَل يرْتَد أحد سخطَة لدينِهِ بعد أَن يدْخل فِيهِ قلت لَا قَالَ فَهَل كُنْتُم تَتَّهِمُونَهُ بِالْكَذِبِ قبل أَن يَقُول مَا قَالَ قلت لَا قَالَ فَهَل يغدر قلت لَا وَنحن فِي مُدَّة لَا نَدْرِي مَا هُوَ فَاعل فِيهَا يَعْنِي صلحا
قَالَ وَلم تمكني كلمة أَدخل فِيهَا شَيْئا غير هَذِه الْكَلِمَة
قَالَ فَهَل قاتلتموه قلت نعم قَالَ فَكيف كَانَ قتالكم إِيَّاه قلت الْحَرْب بَيْننَا وَبَينه سِجَال ينَال منا وننال مِنْهُ قَالَ مَاذَا يَأْمُركُمْ قلت يَقُول اعبدوا الله وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئا واتركوا مَا يَقُول آباؤكم ويأمرنا بِالصَّلَاةِ والصدق والعفاف والصلة
فَقَالَ هِرقل لِترْجُمَانِهِ قل لَهُ سَأَلتك عَن نسبه فَذكرت أَنه فِيكُم ذُو نسب وَكَذَلِكَ الرُّسُل تبْعَث فِي نسب قَومهَا وَسَأَلْتُك هَل قَالَ أحد مِنْكُم هَذَا القَوْل قبله فَذكرت أَن لَا فَقلت لَو كَانَ أحد

اسم الکتاب : الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام المؤلف : القرطبي، شمس الدين    الجزء : 1  صفحة : 315
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست