responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام المؤلف : القرطبي، شمس الدين    الجزء : 1  صفحة : 311
ابْن شهَاب الزُّهْرِيّ وَضرب عَمْرو بن قمئة وجنته فَأدْخل حلقتين من حلق المغفر فِي وجنته وَهُوَ فِي ذَلِك كُله لَا يَزُول عَن مَوْضِعه وَلَا يولي ظَهره وَلم يزل كَذَلِك حَتَّى أنزل الله عَلَيْهِ نَصره حِين رأى صبره
وَفِي ذَلِك الْموضع وَفِي تِلْكَ الْحَال نَهَضَ نفر من أَصْحَابه لقِتَال الْعَدو فوافقوهم وقاوموهم مَعَ كَثْرَة عدوهم فانفدت مقَاتل وَاحِد مِنْهُم فَوضع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خد ذَلِك الرجل على قدمه حَتَّى مَاتَ وَهَذَا يدلك على غَايَة شجاعته وَكَثْرَة الْجلد وَقلة المبالاة بالعدو وَلَقَد كَانَت غَزْوَة أحد هَذِه الَّتِي جرى فِيهَا مَا ذكر من أول الشواهد على نبوته صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَذَلِكَ أَنه لما التقى هُوَ وَالْمُشْرِكُونَ قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لبَعض أَصْحَابه وَكَانُوا رُمَاة انْضَحُوا عَنَّا الْخَيل بِالنَّبلِ لَا يَأْتُونَا مَا خلفنا واثبتوا مَكَانكُمْ كَانَت لنا أَو علينا
وَقد كَانَ أَمر عَلَيْهِم عبد الله بن جُبَير ثمَّ إِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم التقى هُوَ وَالْمُشْرِكُونَ فهزموا الْمُشْركين وولوا أدبارهم حَتَّى سقط لواءهم صَرِيعًا فَلَمَّا رأى أَصْحَاب عبد الله الْهَزِيمَة قَالُوا الْهَزِيمَة الْهَزِيمَة تَعَالَوْا بِنَا نصيب مِمَّا تصيبه النَّاس فَقَالَ لَهُم عبد الله ألم يقل لكم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا تَبْرَحُوا من مواضعكم فَقَالُوا لَهُ قد هزم الله الْعَدو فَلم يلتفتوا كَلَامه فزالوا عَن مواضعهم فَلَمَّا زَالُوا عَن مواضعهم عاقهم الله بِأَن رَجَعَ الْعَدو عَلَيْهِم فَقتل مِنْهُم من قتل لمخالفتم أَمر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ومحص الله فِي تِلْكَ الْغَزْوَة الْمُؤمنِينَ ومحن الْكَافرين وَالْمُنَافِقِينَ
وَفِي تِلْكَ الْغَزْوَة فقئت عين قَتَادَة بن النُّعْمَان حَتَّى وَقعت على وجنته فَردهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَكَانَت أحسن عَيْنَيْهِ وَسَيَأْتِي ذكر هَذَا وماشاكله بعد هَذَا إِن شَاءَ الله تَعَالَى
وَأما خَوفه من الله تَعَالَى وإجتهاده فِي عِبَادَته
فقد بلغ من ذَلِك إِلَى حد لم يبلغهُ أحد من الخليقة وَذَلِكَ أَن الله تَعَالَى كلفه من وظائف الْعِبَادَات مالم يُكَلف أحدا على الْحَقِيقَة وَهُوَ مَعَ ذَلِك لَا يقصر فِي شَيْء مِنْهَا بل كَانَ يبْذل غَايَة إجتهاده ووسعه فِي أَدَائِهَا فَمن الْعِبَادَات الَّتِي كلفها الله لَهُ تحمل أعباء الْوَحْي ومشقة ثقله فَلَقَد كَانَ ينزل عَلَيْهِ

اسم الکتاب : الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام المؤلف : القرطبي، شمس الدين    الجزء : 1  صفحة : 311
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست