responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام المؤلف : القرطبي، شمس الدين    الجزء : 1  صفحة : 277
وَقد قدمت أَن فِي صحف دانيال النَّبِي وَقد نعت الْكَذَّابين وَقَالَ لَا تمتد دعوتهم وَلَا يتم قُرْبَانهمْ وَأقسم الرب بساعده أَلا يظْهر الْبَاطِل وَلَا يقوم لمدع كَاذِب دَعْوَة أَكثر من ثَلَاثِينَ سنة
وَهَذَا دين الْإِسْلَام الَّذِي جَاءَ بِهِ مُحَمَّد عَلَيْهِ السَّلَام لَهُ سِتّ مائَة سنة ونيف من الأعوام وَهُوَ بَاقٍ إِلَى آخر الْأَيَّام والحمدلله على مَا أولى من الْفضل والأنعام
وَقَالَ دانيال النَّبِي
وَقد سَأَلَهُ الْملك نبوخذناصر عَن رُؤْيا رَآهَا وَطلب أَن يخبر بهَا ثمَّ بتفسيرها فَقَالَ أَيهَا الْملك رَأَيْت صنما بارع الْجمال أَعْلَاهُ من ذهب ووسطه من فضَّة وأسفله من نُحَاس وساقاه من حَدِيد وَرجلَاهُ من فخار فَبَيْنَمَا أَنْت تنظر إِلَيْهِ وَقد أعْجبك إِذْ دقه الله بِحجر من السَّمَاء فَضرب رَأس الصَّنَم فطحنه حَتَّى اخْتَلَط ذهبه وفضته ونحاسه وحديده وفخاره
ثمَّ إِن الْحجر رَبًّا وَعظم حَتَّى مَلأ الأَرْض كلهَا قَالَ لَهُ نبوخذناصر صدقت فَأَخْبرنِي بتأويلها
قَالَ دانيال أما الصَّنَم فأمم مُخْتَلفَة فِي أول الزَّمَان وَفِي وَسطه وَفِي آخِره فالرأس من الذَّهَب أَنْت وَالْفِضَّة إبنك من بعْدك والنحاس الرّوم وَالْحَدِيد الْفرس والفخار أمتان ضعيفتان تملكهما إمرأتان بِالْيمن وَالشَّام وَالْحجر هُوَ دين نَبِي وَملك أبدي فِي آخر الزَّمَان يغلب الْأُمَم كلهَا ثمَّ يعظم حَتَّى يمْلَأ الأَرْض كلهَا كَمَا ملأها ذَلِك الْحجر
قلت وَلَا يَصح لَك يَا أَيهَا المخدوع أَن تَدعِي أَنه الْمَسِيح فَإِنَّهُ لم يغلب الْأُمَم كلهَا بل غلب بزعمكم فَإِنَّهُ استضعف فأهين وصلب وَلم يبْعَث إِلَى الْأُمَم كلهَا عَامَّة بل إِلَى قوم بأعيانهم خَاصَّة وَإِنَّا مُحَمَّد الَّذِي غلب كل الْأُمَم الْعَرَب مِنْهَا والعجم على اخْتِلَاف أصنافها وشتى ضروبها وأوصافها فَجعل الْكل جِنْسا وَاحِدًا

اسم الکتاب : الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام المؤلف : القرطبي، شمس الدين    الجزء : 1  صفحة : 277
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست