responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام المؤلف : القرطبي، شمس الدين    الجزء : 1  صفحة : 240
هَذِه الْأُمُور بأدلة عقليه لم يعرف المعجزة وَلم يفده الْعلم بالتصديق للنَّبِي
وَأما وَجه دلالتها
فَهُوَ أَن الْمشَاهد للمعجزة المتحدي بهَا إِذا علمهَا وَعلم شُرُوطهَا علم على الضَّرُورَة أَن الله تَعَالَى قصد بذلك المعجز تَصْدِيق الْمُدَّعِي ويتبين هَذَا بمثال وَذَلِكَ أَنه لَو فَرضنَا ملكا عَظِيما اجْتمع لَهُ أهل مَمْلَكَته فِي مَجْلِسه وَأهل المملكة مصغون لما يَأْمُرهُم بِهِ ذَلِك الْملك
فَقَامَ رجل من بَين يَدَيْهِ وَقَالَ إِنِّي رَسُول هَذَا الْملك إِلَيْكُم وَقد أَمرنِي أَن أبلغكم أمره وَنَهْيه وَأَنا صَادِق فِي قولي هَذَا ثمَّ يَقُول يَا أَيهَا الْملك إِن كنت صَادِقا فِيمَا أقوله عَنْك فَخَالف عادتك وقم عَن سريرك قيَاما تخَالف بِهِ الْمُعْتَاد من فعلك فَإِذا فعل الْملك ذَلِك عِنْد تحدي الْمُدعى فَإِن أهل الْمجْلس يضطرون إِلَى الْعلم بِأَن الْملك قصد ذَلِك الْفِعْل تَصْدِيقه وَلَا يعتريهم فِي ذَلِك ريب وَلَا توقف فتنزلت إِذن تِلْكَ الْأَفْعَال بِتِلْكَ الشُّرُوط منزلَة قَوْله صدقت أَنا أرسلتك وَهَذَا بَين بِنَفسِهِ عِنْد كل موفق منصف مَعْلُوم على الْقطع
فَإِذا تقرر ذَلِك فمهما ادّعى شخص الرسَالَة وَاسْتدلَّ عَلَيْهَا بِمثل مَا ذَكرْنَاهُ كَانَ محقا فِي دَعْوَاهُ صَادِقا فِي قَوْله لَا يجوز لعاقل أَن يتَخَلَّف عَن مُتَابَعَته سَوَاء ادّعى عُمُوم رسَالَته أَو خصوصها ورسولنا مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قد ادّعى عُمُوم رسَالَته وَاسْتدلَّ على صدقه بالمعجزات على الشُّرُوط الَّتِي ذَكرنَاهَا فَهُوَ صَادِق وَلَا يجوز لعاقل بلغه أمره أَن يتَخَلَّف عَن مُتَابَعَته وتصديقه
وَسَنذكر إِن شَاءَ الله بعض مَا أمكن ذكره من معجزاته فَإِنَّهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قد أيد بمعجزات كَثِيرَة حَتَّى إِذا جمعت وتتبعت علم مِنْهَا أَن الله تَعَالَى قد جمع لَهُ أَكثر معجزات الْأَنْبِيَاء قبله وَخَصه بمعجزات لم يُشَارِكهُ فِيهَا غَيره مِنْهُم وستقف إِن شَاءَ الله على أَكثر ذَلِك
فَهَذِهِ الْمُقدمَة الأولى

اسم الکتاب : الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام المؤلف : القرطبي، شمس الدين    الجزء : 1  صفحة : 240
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست