responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام المؤلف : القرطبي، شمس الدين    الجزء : 1  صفحة : 230
كراما كاتبين يَكْتُبُونَ مَا نَفْعل فهم الشُّهُود الْعُدُول الَّذِي لَيْسَ لطاعن عَلَيْهِم مَا يَقُول وستقدم فتعلم
ثمَّ الْعجب من جرأتك أَنَّك سببت خَلِيل رَبك حَيْثُ قلت رشح الْجلد المدبوغ فِي قصرية هَاجر هَذَا لإِبْرَاهِيم ذمّ صَرِيح صدر من جَاهِل وقبيح هُنَا يرد عَلَيْك قَوْلك كَيفَ قلت مَا لَا تعلم وَكَيف تجرمت فِي خَلِيل الرَّحْمَن أَن تَتَكَلَّم وستلقاه يناضل عَنهُ الله
ثمَّ من رَكِيك الإستعارة أَن الَّذِي ذممت بِهِ إِسْمَاعِيل يلْزم مِنْهُ ذمّ إِسْحَق وَالَّذِي ذممت بِهِ هَاجر يلْزم مِنْهُ ذمّ سارة فَإِن الْجلد الَّذِي رشح فِي قصرية هَاجر هُوَ الَّذِي رشح فِي قصرية سارة وأصل النُّطْفَة الَّتِي كَانَ مِنْهَا إِسْمَاعِيل هُوَ بِعَيْنِه الَّذِي كَانَت مِنْهُ نُطْفَة إِسْحَق وَهَذَا كُله ذمّ لإِبْرَاهِيم وَلعن فقد حاق بك وبمن قَالَ بِقَوْلِك لعنة الله الَّتِي قَالَ فِيهَا لإِبْرَاهِيم فِي التَّوْرَاة وألعن لاعنيك ثمَّ أعجب من ذَلِك كُله اعتذارك عَن قَبِيح مَا أتيت حَيْثُ قلت لما بعث إِلَى أَولا كتاب بالسفه والسب رددت لَهُ الْجَواب بِأُمِّهِ هَاجر
فكأنك قلت لما سببتني أَنْت أسب أَنا هَاجر الَّتِي إِذا سبت تعدى سبها إِلَى سَيِّدهَا إِبْرَاهِيم ثمَّ إِنَّك صرحت بسب إِبْرَاهِيم فلزمك على ذَلِك سبّ إِسْحَق وَأمه سارة فَأَنت فِي هَذِه الفعلة بِمَنْزِلَة من سبه رجل فِي وَجهه فَأخذ المسبوب ينكل الساب بِأَن يسب أَبَا نَفسه أعنى نفس المسبوب وَهَذَا مَا لَا يرضى بِهِ عَاقل وَلَا متدين جَاهِل
ثمَّ قلت بعد ذَلِك عهدا لغدرك الْقَبِيح مَا قلت هُنَالك وَلم تقل فِيهَا عشر مَا قَالَ الله فِي التَّوْرَاة وَعَن إبنها وَهَذَا القَوْل مِنْك يُوهم أَن الله تَعَالَى ذمها وإبنها فِي التَّوْرَاة وَهَذَا على الله وعَلى كِتَابه كذب صراح وَكفر براح ثمَّ ذكرت بعض قصه هَاجر مَعَ إِبْرَاهِيم وَلم تسقها بكمالها لِئَلَّا تفتضح وَتظهر كَذبك وخزيك

اسم الکتاب : الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام المؤلف : القرطبي، شمس الدين    الجزء : 1  صفحة : 230
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست