responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام المؤلف : القرطبي، شمس الدين    الجزء : 1  صفحة : 177
الْفَصْل الثَّانِي
الْمَسِيح المنتظر
فِي حِكَايَة كَلَامه أَيْضا
قَالَ
وَمن بَيِّنَة النَّصْرَانِي على الْيَهُودِيّ أَن فِي الْكتب الَّتِي أقرّ لَهُ بهَا وجامعه عَلَيْهَا مسيح منتظر لَا يقدرُونَ على جَحده لِأَن إنتظاره مَعْرُوف فيهم وَظَاهر عَلَيْهِم وَدلّ على زمَان مَجِيئه أَنهم منتظرون لَهُ مُنْذُ سبيت الْيَهُود وبددت إِلَى الْيَوْم فَإذْ قد لزم الْيَهُود بإنتظاره من وَقت تفريقهم فِي الدُّنْيَا فقد وَجب لِلنَّصَارَى أَن يَقُولُوا أَنه قد جَاءَ وَالدَّلِيل على أَنه هُوَ أَن الْيَهُود اخْتلفت من سَببه فَصَارَت فرْقَتَيْن على الْكفْر وَالْإِيمَان بِهِ فالفرقة الْكَافِرَة هم الْيَهُود والفرقة المؤمنة هم النَّصَارَى فآمنت طَائِفَة وكفرت طَائِفَة والكتب أجمع مَعَ كَلَامهم يحتجون بهَا بَعضهم على بعض يَجْتَمعُونَ على ألفاظها وقراءاتها ويختلفون فِي تَأْوِيلهَا كفعلهم إِلَى هَذِه الْمدَّة وَالَّذِي يسْتَدلّ بِهِ للفرقتين على كفر أَحدهمَا أَن نَنْظُر فِي الْكتب ونستدل بهَا على حَالَة بني إسرائل مُنْذُ كَانَت على الْإِيمَان وَالْكفْر فَإِنَّهُم إِن كَانُوا على الْكفْر فَإِنَّهُ يلْزمهُم الذلة إِذْ الذلة والأسرة والفرقة عَلامَة الْكَافرين وموجود فِي الْكتب أَن الله لم يوعد بالثواب فِي الْآخِرَة لبني إسرائل على الطَّاعَة وَالْإِيمَان وَإِنَّمَا وعدهم فِي الدُّنْيَا فَوَعَدَهُمْ عِنْد الطَّاعَة وَالْإِيمَان بِالْملكِ وَالنعْمَة والنقمة من عدوهم والتثمير لزرعهم وفواكههم وأوعدهم عِنْد الْكفْر والعصيان بالتغلب عَلَيْهِم وَالْملك والقهرة لَهُم من عدوهم فَلم يزَالُوا مؤيدين عِنْد الطَّاعَة وَالْإِيمَان ومستعبدين عِنْد الْكفْر والعصيان

اسم الکتاب : الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام المؤلف : القرطبي، شمس الدين    الجزء : 1  صفحة : 177
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست