responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام المؤلف : القرطبي، شمس الدين    الجزء : 1  صفحة : 148
كَلمه بِكَلَامِهِ الَّذِي هُوَ وَصفه الَّذِي لَيْسَ بِصَوْت وَلَا حرف على مَا تقرر بَيَانه فِيمَا تقدم فَهَذَا الرجل الحاكي هَذَا القَوْل إِمَّا أَن يكون علم اخْتِلَاف الْملَل فِيمَا ذكر فِيهِ إجماعها أَو لم يعلم فَإِن كَانَ علم فقد كذب وَإِذا عرف من أحد من النَّاس الْكَذِب فَيَنْبَغِي أَلا يلْتَفت إِلَيْهِ وَلَا يعول عَلَيْهِ
فَيَنْبَغِي لكم أَلا تعولُوا على شَيْء من نَقله لامكان أَن يكون كذب فِيهِ كَمَا كذب فِي هَذَا وَإِن كَانَ ذَلِك القَوْل مِنْهُ عَن جهل فَهَذَا كثير فِي حَقه من جِهَتَيْنِ
أَحدهمَا أَنه أقدم على الْإِخْبَار عَمَّا لم يتَحَقَّق من غير بَصِيرَة وَلَيْسَ هَذَا فعل الْعلمَاء وَلَا الأكياس من الْفُضَلَاء وَكفى بِالْمَرْءِ كذبا وإثما أَن يحدث بِمَا لم يعلم صِحَّته
والجهة الثَّانِيَة أَنه جهل أمرا مَعْلُوما على الْقطع صَار إِلَيْهِ وَعمل على مُقْتَضَاهُ أُمَم لَا يُحصونَ كَثْرَة مُنْذُ مضى السنين وَلَا محمل بِمن تعاطى نصْرَة الْمذَاهب وَالْكَلَام مَعَ أَرْبَابهَا أَن يجهل مثل هَذَا وَإِذا جهل هَذَا فَهُوَ بِمَا هُوَ أخْفى من هَذَا أَجْهَل فَهُوَ بَين أَمريْن إِمَّا أَن يكذب مُتَعَمدا فَلَا يثقون بقوله أَو يجهل أمرا جليا يدْرك بِأَدْنَى بحث وأيسر أَمر فَلَا يَنْبَغِي لكم أَن تقلدوه فِي عمله وَنَظره
وَإِنَّمَا ذكرت هَذَا لِتَعْلَمُوا أَن عُمْدَة النَّصَارَى على هَذَا الرجل فِي مذاهبهم بقوله يحكون وَبِه يحتجون وَله يقلدون وَعَلِيهِ يعولون فَهُوَ وهم كَرجل أعمى ادّعى أَنه بَصِير فاستقاده عمى فقادهم فَسقط فِي حُفْرَة فسقطوا لسقوطه وَأَشد عذَابا يَوْم الْقِيَامَة رجل قتل نَبيا أَو قَتله نَبِي وامام ضَلَالَة وَإِنَّمَا كَانَ كَذَلِك لِأَن عَلَيْهِ وزرها ووزر من عمل بهَا فطوبى لمن مَاتَ وَمَاتَتْ مَعَه ذنُوبه
وَأما قَوْله فَإِن قَالُوا إِن الصَّوْت نَفسه هُوَ الرب وَأَن الرب مدرك بِالسَّمْعِ فقد خَرجُوا عَن مَذْهَبهم فِي نفى التَّشْبِيه فَهَذَا نَص من كَلَام هَذَا الرجل أَن الصدى لَيْسَ بالرب
وَقد قَالَ السَّائِل الَّذِي جاوبناه قبل هَذَا أَنه أقرّ لَهُ بالربوبية وَظَاهر قَوْله مُنَاقض لقَوْل إِمَامه ثمَّ نقُول لَهما قد أتفقتما على أَن

اسم الکتاب : الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام المؤلف : القرطبي، شمس الدين    الجزء : 1  صفحة : 148
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست