responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام المؤلف : القرطبي، شمس الدين    الجزء : 1  صفحة : 110
لآدَم وحواء وَذَلِكَ أَنَّهُمَا لما طفقا يلفقان ورق التِّين ليسترا بهما عورتهما فسمعا صَوت الله الرب يتمشى فِي الفردوس إِلَى أَن قَالَ فَدَعَا الرب آدم وَقَالَ أَيْن أَنْت يَا آدم وَقَالَ آدم سَمِعت صَوْتك فِي الفردوس فَرَأَيْت أَنى عَار فاستترت واستخفيت وَهَذَا يدل على أَن لله تَعَالَى صَوتا وَهُوَ خلاف مَا ذكرت فيلزمك على هَذَا تَكْذِيب التَّوْرَاة أَو تَقول بمقتضاها فترجع عَمَّا قلته آنِفا
فَنَقُول مَا أمرنَا بِهِ نَبينَا عَلَيْهِ السَّلَام عِنْدَمَا تحدثونا بِشَيْء آمنا بِاللَّه وَكتبه وَرُسُله وَبعد ذَلِك نقُول فِي التَّوْرَاة بِمثل مَا قُلْنَاهُ فِي الْإِنْجِيل أَو قَرِيبا مِنْهُ فجدد بِهِ عهدا وَفِيه نظرا
ثمَّ إِن سلمنَا صِحَّتهَا فَلَيْسَ فِي هَذَا الَّذِي ذكرته مَا يدل على أَن الله تَعَالَى مُتَكَلم بِحرف وَصَوت وَإِنَّمَا الظَّاهِر مِنْهُ أَن آدم سمع حس مَشى الله فِي الفردوس أَلا ترى قَوْله فسمعا صَوت الرب يتمشى فِي الفردوس هَذَا هُوَ الظَّاهِر من هَذَا اللَّفْظ وَأَنْتُم لَا تَقولُونَ بِهِ وَلَا نَحن وَإِن كَانَت الْيَهُود أَو أَكْثَرهَا قد قَالَت بِمُقْتَضى ظَاهره فجسمت وَأَنْتُم إِن قُلْتُمْ بِظَاهِرِهِ يلزمكم مَا لَزِمَهُم فَإِذن هَذَا اللَّفْظ مؤول عنْدكُمْ وَعِنْدنَا أعنى من المتشابهات الَّتِي يعلمهَا الراسخون فِي الْعلم فَمَا لم يستقم جعله على ظَاهره تأولتموه أَنْتُم وصرفتموه عَن ظَاهره وقلتم أَن هَذَا إِنَّمَا يُرَاد بِهِ كَلَام الله تَعَالَى الَّذِي هُوَ حرف وَصَوت عنْدكُمْ وَهُوَ فعل من أَفعَال الله تَعَالَى عنْدكُمْ
وَإِلَى نَحْو من هَذَا صَار أغشتين وَإِذا تأولتم أَنْتُم هَذَا اللَّفْظ وأخرجتموه عَن ظَاهره فَنحْن نخرجهُ عَن ظَاهره بِتَأْوِيل آخر أحسن من تأويلكم لَا يلْزم عَلَيْهِ شَيْء من المحالات الَّتِي تلزمكم وسنبينها إِن شَاءَ الله
وَلنَا فِي ذَلِك تَأْوِيلَانِ
أَحدهمَا أَن الله تَعَالَى خلق صَوتا فِي بعض طرق الفردوس

اسم الکتاب : الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام المؤلف : القرطبي، شمس الدين    الجزء : 1  صفحة : 110
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست