responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام المؤلف : القرطبي، شمس الدين    الجزء : 1  صفحة : 107
وَأما الْيَوْم بعد أَن ثَبت عندنَا مَا ذكرته فَلَا نحتج بِشَيْء مِنْهُمَا على جِهَة انتزاع الْأَحْكَام فَإِن الله تَعَالَى قد أخرجنَا بِالنورِ من الظلام وهدانا لما اختلفتم فِيهِ من الْحق بنبينا مُحَمَّد عَلَيْهِ السَّلَام وسنبين إِن شَاءَ الله مَا يدل على صدقه من المعجزات وواضح الدلالات
ثمَّ نقُول إِن الله تَعَالَى كلم مُوسَى بِكَلَامِهِ الَّذِي هُوَ صفته وسَمعه مُوسَى بالإدراك الَّذِي خلقه الله لَهُ وقولك كَيفَ ظلم وحيف إِذْ سؤالك بكيف فِي هَذَا الْمحل دَلِيل على أَنَّك جَاهِل بمطلبها فَيَنْبَغِي لَك أَن تعلم أَن صِيغ المطالب كَثِيرَة وَهِي مَعَ كثرتها لَا يتَوَجَّه شَيْء مِنْهَا على الله تَعَالَى وعَلى صِفَاته وَذَلِكَ أَن من صِيغ المطالب مَا وَأي وَلم وَكَيف وَمَتى وَأَيْنَ وَغَيرهمَا مِمَّا فِي مَعْنَاهَا وَلَا يتَوَجَّه على الله تَعَالَى بِشَيْء مِنْهَا لِاسْتِحَالَة مَعَانِيهَا على الله تَعَالَى فَلَا تسْأَل عَنهُ ب مَا وَلَا ب أَي إِذْ لَا جنس لَهُ وَلَا فصل وَلَا ب لم إِذْ لاعلة لَهُ وَلَا أصل وَلَا ب مَتى إِذْ هُوَ مُقَدّر الزَّمَان وَلَا ب أَيْن إِذْ هُوَ خَالق الْمَكَان وَلَا ب هَل إِذْ لانشك فِي وجوده وَهُوَ خالقنا وَلَا ب كَيفَ إِذْ لايناسب جوده وَلَا صِفَاته شَيْئا من أحوالنا وأوصافنا
وجوده إثْبَاته وإثباته ذَاته وَعلمه كل شَيْء صنعه وَلَا عِلّة لصنعه لَا يتَوَجَّه لمخلوق عَلَيْهِ حق وَلَا يعجزه خلق {لَيْسَ كمثله شَيْء وَهُوَ السَّمِيع الْبَصِير}
ثمَّ نقُول وَمِمَّا يبين لَك أَنه يَصح السُّؤَال بكيف هُنَا لِأَن المطب بكيف إِنَّمَا هُوَ سُؤال عَن حَال مَوْجُود يُنَاسب حَال السَّائِل بكيف فَإِذا قلت كَيفَ زيد إِنَّمَا مَعْنَاهُ على أَي حَال هُوَ من الْأَحْوَال الَّتِي تناسب أحوالنا فِي حَال صِحَة 2 أَو فِي حَال مرض أَو فِي حَال علم أَو فِي حَال جهل إِلَى غير ذَلِك من أَحْوَاله الْمُنَاسبَة لأحوالنا فَإِذا قلت كَيفَ سمع مُوسَى كَلَام الله فكأنك قلت على أَي حَالَة سمع مُوسَى كَلَام الله من الْأَحْوَال الَّتِي نَكُون نَحن عَلَيْهَا حِين يسمع بَعْضنَا من بعض وَنحن والعقلاء الَّذِي يعْرفُونَ مَا يجب لله

اسم الکتاب : الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام المؤلف : القرطبي، شمس الدين    الجزء : 1  صفحة : 107
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست