اسم الکتاب : الاعتقاد المؤلف : ابن أبي يعلى الجزء : 1 صفحة : 34
الجنة والنار:
ثم الإيمان بأن الله خلق الجنة والنار قبل إن يخلق الخلق. ونعيم الجنة لا يزول أبداً والحور العين لا يمتن. وعذاب النار فدائم بدوامها، وأهلها فيها مخلدون خالدون، من خرج من الدنيا غير معتقد للتوحيد (ولا متمسك بالسنة) [1] .
(الشفاعة) :
فأما المسيئون الموحدون فإنهم يخرجون منها بالشفاعة. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي" [2] وأطفال المشركين في النار [3] . [1] لعل مقصود المصنف رحمه الله تعالى من قوله: ((ولا متمسك بالسنة)) أي المخالف لما نص عليه السلف في مصنفاتهم في أصول الدين، وما أطلقوا عليه اسم (السنة) فالمقصود به مسائل الاعتقاد، وليس المقصود بالسنة المعنى الاصطلاحي عند الفقهاء، لأن هؤلاء يطلقون كلمة السنة ويريدون بها المندوبات (المستحبات) فهي عندهم - أي الفقهاء - قسيمة الفرض. [2] الترمذي: كتاب صفة القيامة (4/2435/539) وقال حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه، وابن ماجة: كتاب الزهد (2/1441) ح (4310) ، وأحمد: مسند أنس (20/439) ح (13222) . [3] قال ابن كثير في تفسير قوله تعالى (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا) الإسراء الآية (15) (3/51) "فمن العلماء من ذهب إلى الوقوف فيهم - يعني أطفال المشركين - ومنهم من جزم لهم بالجنة لحديث سمرة بن حندب في صحيح البخاري، أنه عليه الصلاة والسلام قال في جملة ذلك المنام حين مر على ذلك الشيخ تحت الشجرة، وحوله ولدان. فقال له جبريل: هذا إبراهيم عليه السلام، وهؤلاء أولاد المسلمين، وأولاد المشركين. قالوا: يا رسول الله! وأولاد المشركين؟ قال: نعم. وأولاد المشركين ". ومنهم من جزم لهم بالنار لقوله عليه السلام: "هم مع آبائهم". ومنهم من ذهب إلى أنهم يمتحنون يوم القيامة في العرصات، فمن أطاع دخل الجنة، وانكشف علم الله فيه بسابق السعادة. ومن عصى دخل النار داخراً، وانكشف علم الله فيه بسابق الشقاوة. قال ابن كثير "وهذا القول يجمع بين الأدلة كلها، وقد صرحت به الأحاديث المتقدمة المتعاضدة" انظر: تفسير ابن كثير (3/51) ط - دار الفكر.
اسم الکتاب : الاعتقاد المؤلف : ابن أبي يعلى الجزء : 1 صفحة : 34