responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاعتقاد القادري المؤلف : الكرجي، أبو طاهر    الجزء : 1  صفحة : 232
كان حبسه الواثق ممن امتنع من القول بخلق القرآن، كما أمر بإنزال جثة أحمد بن نصر الخزاعي، ودفعه إلى أوليائه [1] .
كما أمر المتوكل على الله بضرب رجل من أعيان بغداد؛ لأنه شتم أبا بكر وعمر وعائشة وحفصة رضي الله عنهم، فضُرب بالسياط حتى هلك، ثم رمي به في نهر دجلة. [2] .
وقتل المتوكل رجلاً كان نصرانياً فأسلم، ومكث سنين كثيرة، ثم ارتد فاستتيب، فأبى الرجوع إلى الإسلام، فضربت عنقه [3] .
ولما ظهر شخص يزعم أنه ذو القرنين ويدّعي النبوة، أمر المتوكل بضربه بالسياط، فضرب ضرباً شديداً، فمات من بعد ضربه ذلك [4] .
ولما توفي المتوكل، رؤي في المنام، فقيل له: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي، قيل له: بماذا؟ قال: بقليل من السنة أحييتها [5] .
وبالنظر في جهود هؤلاء الخلفاء الثلاثة (المهدي والرشيد والمتوكل) نلحظ أنها جهود ظاهرة قوية، ومساعي جليلة في سبيل الإسلام والسنة، ومع أن خلفاء بني العبّاس المتأخرين لهم جهودهم في هذا المجال، إلا أنها لا تبلغ درجة أولئك الخلفاء السابقين في العصر العباسي الأول.
فالمعتضد [6] مثلاً يُحمد على ما قام به إزالة سنة المجوس، وإبطال ما يُفعل في عيد النيروز من إيقاد النار، وصب الماء على الناس [7] .
كما نهى الطرقية والمنجمين ونحوهم من الجلوس في المساجد والطرقات، ونهى عن بيع كتب الكلام والفلسفة والجدل بين الناس [8] .
وأما المقتدي بأمر الله (9)
فقد أحسن بإحيائه شعيرة الأمر بالمعروف في جميع البلدان، وإلزام أهل الذمة بلبس الغيار، وكسر آلات الملاهي، وإراقة الخمور، وإخراج أهل الفساد من البلاد [10] .
وكذا الخليفة المستضيئ بأمر الله ([11]) "كان من خيار الخلفاء، آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر، مزيلاً عن الناس المكوسات والضرائب، ومبطلاً للبدع والمصائب. ([12]) "

[1] انظر: المنتظم 11/251، وسير أعلام النبلاء 12/36، والبداية لابن كثير 10/316.
[2] انظر: تاريخ الطبري 9/201، والمنتظم 11/283، والبداية 10/323.
[3] انظر: تاريخ الطبري 9/207، والمنتظم 11/296.
[4] انظر: تاريخ الطبري 9/175، والكامل 7/50، والمنتظم 11/223، والبداية 10/314.
[5] انظر: تاريخ بغداد 7/170، 171، والبداية 10/351.
[6] هو أبو العباس أحمد بن الموفق بالله بن المتوكل، ولد سنة 242هـ، كان ملكاً مهيباً شجاعاً، حارب الزنج ونشر العدل، توفي سنة 289هـ.
انظر: سير أعلام النبلاء 13/463، وتاريخ بغداد 4/403.
[7] انظر: تاريخ الطبري 10/39، 53، وتاريخ الإسلام للذهبي 21/7.
[8] انظر: المنتظم 12/305، والبداية 11/64.
(9) . هو أبو القاسم عبيد الله بن ذخيرة الدين بن القائم بأمر الله بن القادر بأمر الله، كان حسن السيرة فقد أزال المنكرات، توفي سنة 478هـ.
انظر: سير أعلام النبلاء 18/318، وشذرات الذهب 3/380.
[10] انظر: المنتظم 16/166، والكامل 10/23، وسير أعلام النبلاء 18/318، وابن كثير 12/137.
[11] هو أبو محمد الحسن بن يوسف المستنجد بن المقتفي، ولد سنة 536هـ، وولي الخلافة سنة 566هـ، كان من خيار الخلفاء، وكان عادلاً كريماً، توفي سنة 575هـ.
انظر: البداية 12/304، شذرات الذهب 4/251.
[12] البداية لابن كثير 12/304.
اسم الکتاب : الاعتقاد القادري المؤلف : الكرجي، أبو طاهر    الجزء : 1  صفحة : 232
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست