responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاعتقاد القادري المؤلف : الكرجي، أبو طاهر    الجزء : 1  صفحة : 228
التمهيد: نبذة موجزة عن جهود خلفاء بني العباس في إظهار الإسلام السنة
يحوي هذا التمهيد أمثلة مختارة من خلفاء بني العباس الذين لهم جهود متميزة في سبيل إظهار السنة وإقامة دين الله تعالى، وسيكون الحديث عن ذلك على النحو الآتي:
المهدي:-
وصفه الذهبي [1] بقوله: "إنه خائف من الله، معادٍ لأولي الضلالة، حَنِق عليهم. ([2]) "
ومن جهوده في نصر الإسلام والسنة، أنه منع الناس من الكلام والخوض فيه [3] .
وأهمّ الخليفة المهدي [4] أمر الزنادقة، فجدّ في طلبهم، وتتبعهم في سائر الآفاق، واستحضرهم، وقتلهم صبراً بين يديه [5] .
كما أوصى المهدي بنيه باستئصال الزنادقة [6] ، فقال لابنه موسى (الهادي) : "يا بني، إن صار لك هذا الأمر، فتجرّد لهذه العصابة - يعني أصحاب ماني- فإنها فرقة تدعو الناس إلى ظاهر حسن، ثم تخرجها إلى تحريم اللحم، وترك قتل الهوام تحرّجاً، ثم تخرجها من هذه إلى عبادة اثنين، أحدهما: النور، والآخر: الظلمة، ثم تبيح بعد هذا نكاح الأخوات والبنات ...
فارفع فيها الخشب، وجرّد فيها السيف، وتقرّب بأمرها إلى الله لا شريك له. ([7]) "
وقد أثنى شيخ لإسلام ابن تيمية [8] على المهدي؛ لما حصل في عهده من إظهار الإسلام والسنة، وقمع الكفر والبدعة.
يقول ابن تيمية: " تجد الإسلام والإيمان كلما ظهر وقوى كانت السنة وأهلها وأظهر وأقوى، وإن ظهر شيء من الكفر والنفاق ظهرت البدع بحسب ذلك، مثل دولة المهدي والرشيد ونحوهما ممن كان يعظم الإسلام والإيمان، ويغزو أعداءه من الكفار والمنافقين، كان أهل السنة في تلك الأيام أقوى وأكثر، وأهل البدع أذل وأقل، فإن المهدي قتل من المنافقين الزنادقة من لا يحصي عدده إلا الله.

[1] هو أبو عبد الله محمد بن عثمان الذهبي، الإمام، الحافظ، المؤرخ، ولد سنة 673هـ بدمشق، له رحلات في طلب العلم، وصاحب مؤلفات كثيرة، توفي بدمشق سنة 748هـ.
انظر: طبقات الشافعية 9/100، والبدر الطالع 2/110.
[2] سير إعلام النبلاء 7/403، وانظر: تاريخ الإسلام 10/444.
[3] انظر: المرجع السابق، 7/400، وتاريخ الإسلام 10/439.
[4] هو أبو عبد الله محمد بن أبي جعفر المنصور، ولد سنة 127هـ بأرض فارس، ولي الخلافة بعد وفاة أبيه، فردّ المظالم، وأحسن إلى الرعية، وقتل الزنادقة، وتوفي سنة 169هـ.
انظر: تاريخ بغداد 5/391، وسير أعلام النبلاء 7/400.
[5] انظر: تاريخ الأمم والملوك للطبري 8/167، المنتظم لابن الجوزي 8/287، والبداية لابن كثير 10/149.
[6] الزندقة: لفظ أعجمي معرب، أخذ من كلام الفرس بعد ظهور الإسلام، ويطلق الزنديق على كل من: المجوسي، الدهري، والمنافق والجهمي.
انظر: تلبيس إبليس لابن الجوزي صـ 31، والسبعينية لابن تيمية صـ 338، وفتح الباري 12/271.
[7] تاريخ الطبري 8/220 = باختصار، وانظر: تاريخ الاسلام للذهبي 10/444.
[8] هو أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام، ابن تيمية الحراني، الإمام الفقيه، المجتهد، المحدث، الحافظ، المفسر، الأصولي، الزاهد، شيخ الإسلام، وعلم الأعلام، أفتى ودرّس وهو دون العشرين، وله مئات التصانيف، توفي سنة 728هـ.
انظر: ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب 2/287، والعقود الدرية لابن عبد الهادي.
اسم الکتاب : الاعتقاد القادري المؤلف : الكرجي، أبو طاهر    الجزء : 1  صفحة : 228
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست