اسم الکتاب : الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد والرد على أهل الشرك والإلحاد المؤلف : الفوزان، صالح بن فوزان الجزء : 1 صفحة : 248
الشام؛ كما ترى مصرحا به في محكم الأخبار وصحيح الآثار".
ثم ذكر الأحاديث الواردة في خروجها من اليمن ومن قعر عدن أبين، وفي كونها تحشر الناس من المشرق إلى المغرب، وكونها تحشرهم إلى أرض الشام، وقال في وجه الجمع بين ذلك بأن النار ناران: إحداهما تحشر الناس من المشرق إلى المغرب، والثانية تخرج من اليمن فتطرد الناس إلى المحشر الذي هو أرض الشام.
قال: "وإن لم يكن في علم الله إلا نار واحدة؛ فالجمع بين: "نار تخرج قبل يوم القيامة من حضرموت فتسوق الناس"، وفي لفظ: "تخرج نار من قعر عدن ترحل الناس إلى المحشر "، وحديث: "نار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب"؛ فبأن يقال: إن الشام الذي هو المحشر مغرب بالنسبة إلى المشرق، فيكون ابتداء خروجها قعر عدن من اليمن، فإذا خرجت؛ انتشرت إلى المشرق، فتحشر أهله إلى المغرب الذي هو الشام، وهو المحشر".
ولفظة: "أبين": بوزن أحمر، اسم الملك الذي بناها.
وفي "نهاية ابن الأثير": "عدن أبين": مدينة معروفة باليمن، أضيفت إلى "أبين" بوزن أبيض، وهو رجل من حمير، عدن بها؛ أي: أقام". والله أعلم.
النفخ في الصور والصعق:
قد تكرر ذكر النفخ في الصور في القرآن العظيم، وذكر ما يحدث عند ذلك.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: "والقرآن قد أخبر بثلاث نفخات: نفخة الفزع: ذكرها في سورة النمل، في قوله تعالى: {وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأرْضِ إِلاّ مَنْ شَاءَ اللَّهُ} [1]. [1] سورة النمل، الآية: 87.
اسم الکتاب : الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد والرد على أهل الشرك والإلحاد المؤلف : الفوزان، صالح بن فوزان الجزء : 1 صفحة : 248