اسم الکتاب : الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد والرد على أهل الشرك والإلحاد المؤلف : الفوزان، صالح بن فوزان الجزء : 1 صفحة : 216
كرامات الأولياء:
كنا قد تكلمنا عن آيات الأنبياء، والفرق بينها وبين خوارق السحرة والكهان وعجائب المخترعات الحديثة، ولما لها من الآثار، وسنتكلم إن شاء الله عن كرامات الأولياء؛ لأن هلا ارتباطا بآيات الأنبياء، ونبيِّن الفرق بينها وبين خوارق السحرة والمشعوذين - أيضا؛ فنقول:
أولياء الله عزَّ وجلَّ هم المؤمنون المتقون؛ كما قال تعالى: {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} [1]، فكل مؤمن تقي؛ فهو ولي لله عز وجل بقدر إيمانه وتقواه، وقد يظهر الله على يديه من خوارق العادات، وهي ما يسمى بالكرامات.
فـ (الكرامة) : خارق للعادة يجريه الله على يد بعض الصالحين من أتباع الرسل؛ إكراما من الله له؛ ببركة إتباعه للرسل صلوات الله وسلامه عليهم.
وليس كل ولي تحصل له كرامة، وإنما تحصل لبعضهم؛ إما لقوية إيمانه، أو لحاجته، أو لإقامة حجة على خصمه المعارض في الحقن والأولياء الذين لم تظهر لهم كرامة لا يدل ذلك على نقصهم؛ كما أن الذين وقعت لهم الكرامة لا يدل ذلك على أنهم أفضل من غيرهم. وكرامات الأولياء حق بإجماع أئمة الإسلام والسنة والجماعة، وقد دل [1] سورة يونس، الآيتان: 62 ـ 63.
صلى الله عليه وسلم؛ فبذلك قد زال السبب الثالث - أيضا -.
ثم إن الحاجة لو كانت تقتضي إرسال نبي مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم لتأييده وتصديقه؛ لأرسل في زمانه صلى الله عليه وسلم؛ فبذلك قد زال السبب الرابع - أيضا -.
فأي سبب خاص من زوال هذه الأسباب الأربعة؟) انتهى المقصود من كلامه.
اسم الکتاب : الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد والرد على أهل الشرك والإلحاد المؤلف : الفوزان، صالح بن فوزان الجزء : 1 صفحة : 216