اسم الکتاب : الآثار الواردة عن عمر بن عبد العزيز في العقيدة المؤلف : حياة بن محمد بن جبريل الجزء : 1 صفحة : 500
وقد حرصت الرسل على هدي الناس جميعا، فما اهتدى منهم إلا من هداه الله، وحرص إبليس على ضلالتهم جميعا، فما ضل منهم إلا من كان في علم الله ضالا.
وأنكرتم أن يكون سبق لأحد من الله ضلالة أو هدى، وأنكم الذين هديتم أنفسكم من دون الله، وحجزتموها عن المعصية بغير قوة من الله. ومن زعم ذلك منكم، فقد غلا في القول، لأنه لو كان شيء لم يسبق في علم الله وقدره، لكان لله في ملكه شريك تنفذ مشيئته في الخلق دون الله، والله يقول: {حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ} [1]. وسميتم نفاذ الله[2] في الخلق حيفا، وقد جاء الخبر أن الله عز وجل، خلق آدم، فنثر ذريته بين يديه، فكتب أهل الجنة وما هم عاملون، وكتب أهل النار وما هم عاملون"[3]،[4]. [1] الآية 7 من سورة الحجرات، وذكر السيوطي في الإكليل في استنباط التنزيل أن ابن أبي حاتم ذكر هذه الآية بسنده إلى عمر بن عبد العزيز أنه احتج بها في الرد على القدرية. الإكليل ص241 ط. دار الكتب العلمية ط الثانية عام 1405هـ. ولم أجده في تفسير ابن أبي حاتم المطبوع الآن. [2] عند أبي نعيم "فسميتم نفاذ علم الله في الخلق حيفا ... " انظر الحلية 5/350. [3] الخبر رواه عبد الله بن الإمام أحمد في السنة 2/423. [4] ابن الجوزي سيرة عمر ص88-89، وأبو نعيم في الحلية 5/346-353.
اسم الکتاب : الآثار الواردة عن عمر بن عبد العزيز في العقيدة المؤلف : حياة بن محمد بن جبريل الجزء : 1 صفحة : 500