أما أصحاب الناموس الأكبر والبلاغ الأعظم [1] الذي هو آخر المراتب عندهم فهم من الدهرية القائلين بأن العالم لا فاعل له ولا علة ولا خالق.
ويقولون ليس بيننا وبين الفلاسفة خلاف إلا واجب الوجود فإنهم يثبتونه وهو شيء لا حقيقة له، ويستهزءون باسم الله ولا سيما هذا الاسم الذي هو الله؛ فإن منهم من يكتبه في أسفل قدميه ويطؤه.
وأما من دون هؤلاء فيقولون بالسابق والتالي الذين عبَّروا بهما عن العقل والنفس عند الفلاسفة والنور والظلمة عند المجوس. والإسماعيلية ملاحدة أكفر من النصيرية[2] . النصيرية النصيرية هم من غلاة الرافضة الذين يدعون إلهية علي، وهؤلاء أكفر من اليهود والنصارى باتفاق المسلمين.
ومن شرع النصيرية:
أشهد أن لا إله إلا ... حيدرة الأنزع البطين
|
أشهد أن لا إله إلا ... سلمان ذو القوة المتين
ويقولون إن شهر رمضان أسماء ثلاثين رجلاً- إلى أنواع من الكفر الشنيع يطول وصفها.
والنصيرية يعظمون القائلين بوحدة الوجود كالتلمساني شيخ القائلين بالوحدة، فقد ذهب إلى النصيرية وصنف لهم كتابًا وهم يعظمونه جدًا [3] . [1] مؤلفه أبو القاسم القيرواني سالم. [2] ج (3) ص (228) ج (2) ص (309، 137) ج (1) ص (320) . [3] ج (2) ص (309) ج (1) ص (350) ج (1) ص (320) .