responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : آكام المرجان في أحكام الجان المؤلف : الشِّبْلي    الجزء : 1  صفحة : 215
الرَّابِع أَن التُّرَاب ضَرُورِيّ للحيوان لَا يسْتَغْنى عَنهُ الْبَتَّةَ وَلَا عَمَّا يتكون فِيهِ وَمِنْه وَالنَّار يسْتَغْنى عَنْهَا الْحَيَوَان البهيم مُطلقًا وَقد يَسْتَغْنِي عَنْهَا الْإِنْسَان الْأَيَّام والشهور فَلَا يَدعُوهُ إِلَيْهَا ضَرُورَة
الْخَامِس أَن التُّرَاب إِذا وضع فِيهِ الْقُوت أخرجه أَضْعَاف أَضْعَاف مَا وضع فِيهِ فَمن بركته يُؤَدِّي مَا استودعته فِيهِ إِلَيْك مضاعفا وَلَو استودعته النَّار لخانتك وأكلته وَلم تبْق وَلم تذر
السَّادِس أَن النَّار لَا تقوم بِنَفسِهَا بل هِيَ مفتقرة إِلَى مَحل تقوم بِهِ يكون حَامِلا لَهَا وَالتُّرَاب لَا يفْتَقر إِلَى حَامِل فالتراب أكمل مِنْهَا لغناه وافتقارها
السَّابِع أَن النَّار مفتقرة إِلَى التُّرَاب وَلَيْسَ التُّرَاب مفتقرا إِلَيْهَا فَإِن الْمحل الَّذِي تقوم بِهِ النَّار لَا يكون إِلَّا متكونا أَو فِيهِ من التُّرَاب فَهِيَ الفقيرة إِلَى التُّرَاب وَهُوَ الْغنى عَنْهَا
الثَّامِن أَن الْمَادَّة الإبليسية هِيَ المارج من النَّار وَهُوَ ضَعِيف تتلاعب بِهِ الأهوية فيميل مَعهَا كَيْفَمَا مَالَتْ وَلِهَذَا غلب الْهوى على الْمَخْلُوق مِنْهُ فَأسرهُ وقهره وَلما كَانَت الْمَادَّة الْآدَمِيَّة هِيَ التُّرَاب وَهُوَ قوي لَا يذهب مَعَ الْهَوَاء أَيّمَا ذهب قهر هَوَاهُ وأسره وَرجع إِلَى ربه فاجتباه واصطفاه وَكَانَ الْهَوَاء الَّذِي مَعَ الْمَادَّة الْآدَمِيَّة عارضا سريع الزَّوَال فَزَالَ وَكَانَ الثَّبَات والرزانة اصليا لَهُ فَعَاد إِلَيْهِ وَكَانَ إِبْلِيس بِالْعَكْسِ من ذَلِك فَعَاد كل مِنْهُمَا إِلَى أَصله وعنصره آدم إِلَى أَصله الطّيب الشريف واللعين إِلَى أَصله الردي
التَّاسِع أَن النَّار وَإِن حصل مِنْهَا بعض الْمَنْفَعَة وَالْمَتَاع فالشر كامن فِيهَا لَا يصدها عَنهُ إِلَّا قسرها وحبسها وَلَوْلَا القاسر والحابس لَهَا لأفسدت الْحَرْث والنسل التُّرَاب فالخير وَالْبركَة كامن فِيهِ كلما أثير وقلب ظَهرت بركته وخيره وثمرته فَأَيْنَ أَحدهمَا من الآخر
الْعَاشِر أَن الله تَعَالَى أَكثر ذكرهَا فِي كِتَابه وَأخْبر عَن مَنَافِعهَا وخلقها وَأَنه جعلهَا مهادا وفراشا وبساطا وقرارا أَو كفات للأحياء والأموات ودعا عباده إِلَى التفكر فِيهَا وَالنَّظَر فِي آياتها وعجائبها وَمَا أودع فِيهَا وَلم

اسم الکتاب : آكام المرجان في أحكام الجان المؤلف : الشِّبْلي    الجزء : 1  صفحة : 215
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست