responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أقاويل الثقات في تأويل الأسماء والصفات والآيات المحكمات والمشتبهات المؤلف : الكرمى، مرعي بن يوسف    الجزء : 1  صفحة : 161
وَتَخْصِيص ذكر الْأَصَابِع كِنَايَة عَن إِجْرَاء الْقُدْرَة والبطش لِأَن ذَلِك بِالْيَدِ والأصابع
وَقَالَ الْقُرْطُبِيّ وَغَيره والإصبع قد تكون بِمَعْنى الْقُدْرَة على الشَّيْء وسهولة تقليبه كَمَا يَقُول من استسهل شَيْئا واستخفه مُخَاطبا لمن استثقله أَنا أحملهُ على إصبعي وأرفعه بإصبعي وأمسكه بخنصري فَهَذَا مِمَّا يُرَاد بِهِ الإستظهار فِي الْقُدْرَة على الشَّيْء فَلَمَّا كَانَت السَّمَاوَات وَالْأَرْض أعظم الموجودات وَكَانَ إِِمْسَاكهَا إِلَى الله كالشيء الحقير الَّذِي نجعله بَين أصابعنا ونهزه بِأَيْدِينَا ونتصرف فِيهِ كَيفَ شِئْنَا دلّ ذَلِك على قوته الْقَاهِرَة وعظمته الباهرة لَا إِلَه إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ
وَقَالَ بعض الْمُحَقِّقين هَذَا الحَدِيث من جملَة مَا يتنزه السّلف عَن تَأْوِيله كأحديث السّمع وَالْبَصَر وَالْيَد فَإِن ذَلِك يحمل على ظَاهره ويجرى بِلَفْظِهِ الَّذِي جَاءَ بِهِ من غير أَن يشبه بمشبهات الْجِنْس أَو يحمل على معنى الْمجَاز والإتساع بل يعْتَقد أَنَّهَا صِفَات الله تَعَالَى لَا كَيْفيَّة لَهَا وَإِنَّمَا تنزهوا عَن تَأْوِيل هَذَا الْقسم لِأَنَّهُ لَا يلتئم مَعَه وَلَا يحمل ذَلِك على وَجه يرتضيه الْعقل إِلَّا وَيمْنَع مِنْهُ الْكتاب وَالسّنة من وَجه آخر قَالَ وَمثل هَذَا لَيْسَ فِي الْحَقِيقَة من أَقسَام الصِّفَات وَلَكِن أَلْفَاظ مشاكلة لَهَا فِي وضع الإسم
وَقَالَ الطَّيِّبِيّ اعْلَم أَن للنَّاس فِيمَا جَاءَ من صِفَات الله فِيمَا يشبه صِفَات المخلوقين تَفْصِيلًا وَذَلِكَ أَن الْمُتَشَابه قِسْمَانِ قسم

اسم الکتاب : أقاويل الثقات في تأويل الأسماء والصفات والآيات المحكمات والمشتبهات المؤلف : الكرمى، مرعي بن يوسف    الجزء : 1  صفحة : 161
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست