واختلف الماتريدية عن الأشعرية بأن قالوا: كلام الله النفسي لا يسمع، فموسى وغيره من الأنبياء لم يسمعوا كلام الله وإنما سمعوا صوتا مخلوقا في الشجرة، أما الأشعرية فقد قالوا: كلام الله النفسي يسمع، فكلامهم هذا أبعد عن النقل والعقل لذلك قال كثير من الأشعرية إن معنى سمع كلام الله أي فهم كلام الله لعلمهم أن القول بسماع الكلام النفسي سفه وتغفيل.
فالحاصل أن الجهمية الأولى والكلابية والماتريدية والأشعرية كلهم متفقون ومجمعون على أن هذا القرآن العربي مخلوق وليس كلام الله على الحقيقة [1] . [1] انظر: كتاب التوحيد للماتريدي (59) ، تبصرة الأدلة (126) ، المسايرة (80: 81) ، وإشارات المرام (55، 181: 182) ، والإرشاد للجويني (129: 130) ، وانظر: خلق أفعال العباد (149) ، ودرء تعارض العقل والنقل (40، 93) ، ومجموع الفتاوى (12 / 304: 305، 365، 584: 586) .