كيف) . [الفقه الأكبر ص (302) ] . وقال ابن بطال في الرد على من أوَّل صفة اليدين بالقدرة أو النعمة: (ويكفي في الرد على من زعم أنهما بمعنى القدرة أنهم أجمعوا على أن له قدرة واحدة في قول المثبتة ولا قدرة له في قول النفاة. . ويدل على أن اليدين ليستا بمعنى القدرة أن قوله تعالى لإبليس: {مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} إشارة إلى المعنى الذي أوجب السجود، فلو كانت بمعنى القدرة لم يكن بين آدم وإبليس فرق لتشاركهما فيما خلق كل منهما به وهي قدرته، ولقال إبليس: وأي فضيلة له عليَّ وأنا خلقتني بقدرتك، كما خلقته بقدرتك فلما قال: {خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ} دل على اختصاص آدم بأن الله خلقه بيديه قال: ولا جائز أن يراد باليدين النعمتان لاستحالة خلق المخلوق بمخلوق لأن النعم مخلوقة) . [فتح الباري، 13 / 393 - 394] .
وهذا ما أجمع عليه السلف، قال الأشعري:
(أجمعوا على أنه عز وجل يسمع ويرى، وأن له تعالى يدين مبسوطتين، وأن الأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه) . [رسالة الثغر، ص (72) ] .
وقرره الإسماعيلي في عقيدة أهل الحديث حيث قال [ص (51) ] : (وخلق آدم عليه السلام بيده، ويداه مبسوطتان ينفق