بالتكبير فقال: " أيها الناس، اربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصمَّ ولا غائبا؛ إن الذي تدعونه سميع قريب أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته» [1] فأخبر صلى الله عليه وسلم وهو أعلم الخلق به أنه أقرب إلى أحدهم من عنق راحلته، وأخبر أنه فوق سماواته على عرشه، مطلع على خلقه، يرى أعمالهم ويعلم ما في بطونهم، وهذا حق لا يناقض أحدهما الآخر والذي يسهل عليك فهم هذا معرفة عظمة الرب وإحاطته بخلقه وأن السماوات السبع كخردلة في يد العبد، وأنه سبحانه يقبض السماوات بيده والأرض بيده الأخرى ثم يهزُّهن، فكيف يستحيل في حق من هذا بعض عظمته أن يكون فوق عرشه، ويقرب من خلقه كيف شاء، وهو على العرش سبحانه وتعالى تقدست أسماؤه وعظمت صفاته [2] ؟
الخلاصة:
إن الله تعالى يقرب من خلقه كيف شاء ومتى شاء، ولا تنافيَ بين هذا القرب وبين علوه على خلقه واستوائه على [1] البخاري (10 / 191) ح 6384 في الدعوات باب الدعاء إذا علا عقبة، ومسلم (4 / 2076) ح 2704 في الذكر والدعاء، باب استحباب خفض الصوت بالذكر كلاهما من حديث أبي عثمان عن أبي موسى مرفوعا. [2] انظر: مختصر الصواعق (2 / 271) .