باب (في ترك الجدال في الدين)
* وترك الجدال والمراء والخصومات في الدين.
الشرح:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه، إلا أوتوا الجدل" [2] ثم قرأ قوله تعالى: {مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلا جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ} [3]، ولكن يجوز للمسلم أن يجادل أهل الباطل بالحسنى إن رجا منهم الاستجابة للحق والرجوع إليه وترك كل ما أحدثه المحدثون، فإنه قد ثبت في الحديث أن كل محدثة بدعة، وقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم من أحدث حدثاً أو آوى محدثاً، والإحداث في الدين بغير إذن الله تبديل للشريعة، وفي الكتاب: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ} [4]، فلا يجوز الابتداع في دين الله- تعالى- بحال، بل يجب على الإنسان هجران البدع ولزوم السنن فإن الرد على أهل البدع وقمع شبهاتهم وكسر جموعهم وبغضهم وعداوتهم، ومناصرة السنن وأهلها من أعظم الجهاد في سبيل الله ومن أجل الطاعات لله عز وجل، ولذلك فسوف درساً وتدريساً وتأليفاً لأن اللين على أهل البدع يسبب تقوية شوكتهم، وظهور أمرهم ورفع رؤوسهم فضلاً عن موالاتهم ومناصرتهم.
1 وهذا التبويب كذلك من عندي بما يناسب فحوى الكتاب. [2] الحديث أخرجه أحمد (5/ 252، 256) والترمذي وابن ماجة والحاكم وغيرهم من حديث أبي أمامة مرفوعاً وحسنه الألباني في صحيح الجامع الصغير (2/ 984/5633) . وتخريج المشكاة 1/64. [3] سورة الزخرف، الآية: 58. [4] سورة الشورى، الآية: 21.