اسم الکتاب : إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد المؤلف : الفوزان، صالح بن فوزان الجزء : 1 صفحة : 249
وقال أبو هريرة له صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من أسعد النّاس بشفاعتك؟، قال: "من قال: لا إله إلاّ الله؛ خالصاً من قلبه".
فتلك الشفاعة لأهل الإخلاص بإذن الله، ولا تكون لمن أشرك بالله.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الشفاعة الصحيحة هي الشفاعة التي يتوفر فيها شرطان: الشرط الأول: أن تكون بإذن الله. الشرط الثاني: أن تكون في أهل التّوحيد والإخلاص.
وفي حديث أبي هريرة لما سأل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: من أسعد النّاس بشفاعتك يا رسول الله؟، قال: "لقد ظننت أن لا يسألني عن هذا الحديث غيرك يا أبا هريرة لما أرى من حرصك على الحديث، أسعد النّاس بشفاعتي: من قال: لا إله إلاّ الله؛ خالصاً من قلبه".
فدلّ هذا الحديث على أن شفاعة الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد إذن الله تعالى بها لا تكون إلاّ لأهل الإخلاص، لا تكون لأهل الشرك، وأهل الإخلاص هم: "من قال: لا إله إلاّ الله " أي: تلفّظ بها، "خالصاً من قلبه" لم يقلها بلسانه فقط، وإنما قالها عارفاً لمعناها، عاملاً بمقتضاها، معتقداً لها بقلبه.
أما الذي يقول: لا إله إلاّ الله، وهو لا يعرف معناها، ولا ما تدل عليه، أو يعرف معناها، ولكنه لا يعتقدها بقلبه، كحال المنافقين، فهذا لا تنفعه لا إله إلاّ الله، وليس له شفاعة عند الله سبحانه وتعالى، إنما الشفاعة لأهل الإخلاص، وهم الذين ينطقون بهذه الكلمة مخلصين لله عزّ وجلّ في قلوبهم ما تدل عليه هذه الكلمة من إفراد الله تعالى بالعبادة.
فدلّ هذا على أنه لا حظ لأهل الشرك في الشفاعة.
إذاً كل هؤلاء المشركون القدامى والمحدثون، هؤلاء الذين يأتون إلى القبور، ويجثون عندها على ركبهم، ويتمرّغون بجباههم على ترابها، ويذبحون لها، وينذرون لها، ويتمسحون بها، ويقولون: هؤلاء أولياء يشفعون لنا عند الله. هؤلاء كلهم محرومون من هذه الشفاعة، وفعلهم هذا تعب بلا فائدة، وضرر بلا منفعة، لأن هذا هو عين فعل المشركين السابقين.
اسم الکتاب : إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد المؤلف : الفوزان، صالح بن فوزان الجزء : 1 صفحة : 249