وقوله صلى الله عليه وسلم للصحابة لما تنازعوا في القدر: "عزمت عليكم ألا تنازعوا فيه" [1].
وأخرج الإمام أحمد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، قال: "خرج النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم والناس يتكلمون في القدر، فكأنما تفقّأ في وجهه حب الرمان من الغضب، فقال لهم: ما لكم تضربون كتاب الله بعضه ببعض، بهذا هلك من كان قبلكم" [2].
ومما يجب أن يعلم أن الإمساك عن القدر، وترك الخوض فيه، ليس بترك البحث فيه بإحقاق الحق وإبطال الباطل، فهذا من أهم مهام الدين، ومن العلم النافع. بل المراد من الإمساك الذي أمرنا به، والخوض الذي نهينا عنه التعمق في القدر، ومحاولة معرفته عن طريق العقل.
فالعقل قاصر محدود لا يمكن أن يكتشف الغيب، ويطلع على المجهول الذي استأثر الله بعلمه، وليس أمامه إلا التسليم والإيمان بما [1] أخرجه الترمذي كتاب القدر باب ما جاء في التشديد في الخوض في القدر 4/443 ح2133 من طريق ابن سيرين عن أبي هريرة قال الترمذي: "وهذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه" قال الألباني في تعليقه على المشكاة 1/36 "قلت لكن يشهد له الذي بعده" قلت: يشير إلى ما رواه أحمد في المسند 2/181 وابن ماجه 1/33، كلاهما من طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال البوصيري عنه: "إسناده صحيح" إذن فالحديث بشواهده المتقدمة حسن. [2] أخرجه أحمد في المسند 2/178، وابن ماجه في المقدمة باب في القدر ح85، كلاهما من طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده.
قال البوصيري في الزوائد:هذا إسناد صحيح رجاله ثقات.