6- قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة" [1]، وفي رواية: "إلا نفس مسلمة"[2].
الجواب عن أدلة أبي معين النسفي:
"أ" أن يقال: إن غاية ما في هاتين الآيتين: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الأِسْلامِ ... } {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الأِسْلامُ} أن كل دين غير دين الإسلام باطل. وليس فيهما إشارة إلى أن الإسلام المذكور في هاتين الآيتين هو الإسلام الشرعي المتضمن للإيمان الشرعي. وليس المراد بالإسلام في هاتين الآيتين الانقياد ظاهرا فقط، فلا دلالة في هذه الآية على أن الإسلام والإيمان مترادفان.
"ب" أما قوله تعالى: {فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ} .
فغاية ما في هذه الآية جواز إطلاق المؤمن على المسلم وليس فيهما إشارة إلى ترادفهما.
قال ابن أبي العز: "فلا حجة فيه لأن أهل البيت المُخرَج كانوا متصفين بالإسلام والإيمان ولا يلزم من الاتصاف بهما ترادف" [3].
وأيضا رد هذا الاستدلال أحد أئمة الحنفية الماتريدية الهندية [1] أخرجه أحمد 1/79، والترمذي كتاب تفسير القرآن باب ومن سورة التوبة 5/276 ح"3092"، والحاكم في المستدرك 4/178، جميعهم من طريق زيد بن يثبع عن علي بن أبي طالب. قال الترمذي: "هذا حديث حسن" وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، وأقره الذهبي. [2] أخرجه مسلم كتاب الإيمان باب غلظ تحريم قتل الإنسان نفسه 1/105، 106 ح"178" من طريق ابن المسيب عن أبي هريرة. [3] شرح العقيدة الطحاوية ص387 ط دار البيان.