فتبين لنا من نصوص الإمام أبي حنيفة المتقدمة أنه يثبت الصفات التي وردت في الكتاب والسنة بدون تكييف ولا تمثيل ولا تعطيل. وإثبات الصفات عنده على هذه الطريقة ليس من التشبيه في شيء. هذا هو ما عليه السلف الصالح، أما ما عدا ذلك فهو من بدع المعطلة والمشبهة.
"و" تقسم الصفات:
أئمة أهل السنة يرون[1] أن صفات الله تنقسم إلى قسمين:
أولا ـ صفات ذاتية:
وهي الملازمة للذات الإلهية أزلا وأبدا ولا تتعلق بها المشيئة [2]، كالحياة والعلم والسمع والبصر.
ثانيا ـ صفات فعلية:
وهي التي تتعلق بقدرته في كل وقت وأن تحدث بمشيئته، كالنزول والاستواء والإحياء والإماتة والرضا والغضب [3].
وهذا التقسيم ذهب إليه الإمام أبو حنيفة. دل على هذا قوله: [1] انظر الأسماء والصفات ص110، والاعتقاد ص70-72ن كلاهما للبيهقي، ومجموع الفتاوى 6/99، 6/268، واجتماع الجيوش الإسلامية 300، والعلو للذهبي ص174، وممن ذهب إلى هذا التقسيم من المتكلمين أبو الهذيل العلاف من المعتزلة والباقلاني من الأشاعرة. انظر مقالات الإسلاميين 1/1654، والتمهيد للباقلاني ص262، وكذا قسّم بعض أهل السنة الصفات إلى قسمين سمعية وعقلية يظهر من كلام الإمام أحمد وابن كلاب وعبد العزيز المكي كما صرح بذلك شيخ الإٌسلام في كتاب التدمرية ص149، 150. [2] انظر التمهيد للباقلاني ص262؛ ومجموع الفتاوى 5/99، واجتماع الجيوش الإسلامية ص300، والعلو للذهبي ص174. [3] انظر مجموع الفتاوى 6/628، 6/172 ومجموعة الرسائل والمسائل 1/369، وشرح العقيدة الواسطية لهراس ص98، 99 بتصرف.