قلت: ومن المعلوم عند أهل العلم، أن أهل العبادة هم أهل الغفلة والوضع في الحديث، وذلك لانشغالهم بنوافل العبادات، والإكثار منها، وغفلتهم عن طلب العلم والاشتغال به.
روى مسلم في مقدمة صحيحه [1]، من طريق محمد بن يحيى بن سعيد القطان، عن أبيه قال:"لم تر الصالحين في شيء أكذب منهم في الحديث".
وقال ابن مهدي: "قلت لميسرة بن عبد ربه من أين جئت بهذه الأحاديث؟ قال: وضعتها أرغِّب الناس فيها" [2].
وقال الحافظ ابن منده: "إذا رأيت في حديث، حدثنا فلان الزاهد، فاغسل يدك منه" [3].
زد على هذا أن أبا مقاتل لم يكن له اعتناء بأصوله، ولم يكن محافظا عليها إذ روى ابن عدي حديث كور الزنانير من طريق قتيبة بن سعيد عن أبي مقاتل بسنده.
فقال له قتيبة: يا أبا مقاتل هو موضوع فقال أبو مقاتل: باب هو في كتابي، وتقول هو موضوع، قال قتيبة: قلت نعم وضعوه في كتابك [4].
ومما يدل على شدة غفلته وحمقه ما أخرجه الترمذي في العلل الصغير قال: "أخبرني موسى بن خزام سمعت صالح بن عبد الله يقول: كنا عند أبي مقاتل السمرقندي فجعل يروي عن عون بن أبي شداد الأحاديث الطوال التي كان يروي في وصية لقمان وقتل سعيد بن جبير وما أشبه هذه [1] صحيح مسلم 1/17. [2] المجروحين 1/64. [3] شرح علل الترمذي ص115. [4] الكامل في الضعفاء 2/800.