3 - توصيات لدعاة السنة في كل مكان:
قد لوحظ من خلال نتائج الاستبانات التي سبق عرضها في مبحث سابق من هذا المؤلف ورود عدد من الملاحظات والنصائح والوصايا القيمة التي يجب الأخذ بها واعتبارها، والتي مفادها:
أن بعض الدعاة والمنتسبين للسنة والدعوة قد يتسمون بشيء من الحدَّة والشدة والجفاء، والتسرع ونحو ذلك.
ومن المعلوم أن هذه الخصال تنافي ما أمر الله به وشرعه رسوله - صلى الله عليه وسلم - من الرفق، والتيسير، والتسديد، والمقاربة، وتوخي الحكمة والموعظة الحسنة، والمجادلة بالتي هي أحسن، ودرء المفاسد، والإشفاق على المسلمين والصبر والحلم والأناة.
وأن يكون قصد الداعي: الإصلاح، والنصيحة، وهداية الناس، وأن يكون الداعي على بصيرة وفقه بما يدعو إليه، وأن يكون قدوة.
وهذه الأمور ليست نتيجة آراء أو تجارب الآخرين بل هي وصية الله تعالى، ووصية رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وأذكر القارئ في هذه العجالة ببعض النصوص الواردة في هذا الأمر العظيم:
قال الله تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [يوسف: 108] [سورة يوسف، آية: 108] .
وقال: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} [النحل: 125] [سورة النحل، آية: 125] .
وقال: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [فصلت: 33] [سورة فصلت، آية: 33] .
وقال: {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} [العنكبوت: 46] [سورة العنكبوت، آية: 46] .
وقال: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} [آل عمران: 159] [سورة آل عمران، آية: 159] .